يعنى ما أظهرت الملائكة من الطاعة وما أسر إبليس فيهم وهو من المعصية فقال
إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين
وفى الخبر أن جسد آدم بقى ملقى أربعين سنة يمطر عليه الحزن، ثم أمطر عليه السرور سنة واحدة، فلذلك كثرت عليهم الهموم فى أولاده، وتصير عاقبتهم إلى الفرح والراحة. وأنشد ابن عوانة الأهرجانى
يقولون إن الدهر يومان كله فيوم مخالفات ويوم مكاره وما صدقوا فالدهر يوم مخافة وأيام مكروه كثير إذاؤه
وأنشد ابن الأعرابى
محن الزمان كثيرة لا تتقى وسروره يأتيك فى الفلتات
وأنشد أبو بكر الموصلى لابن المعتز
أى شىء تراه أعجب من ذا لو تفكرت فى صروف الزمان حادثات السورة توزن وزنا والبلايا تكتال فى المكيال
ولما أراد الله - تعالى - نفخ الروح فى آدم - عليه السلام - أمرها أن تدخل فيه، فقالت الروح كيف أدخل بعيد القعر مظلم المدخل؟ فقال الله لها ذلك ثانية، فقالت كذلك، وقال ثالثة فقالت ذلك، فقال فى الرابعة ادخلى كرها وستخرجين كرها، فدخلت فى دماغه، وبقيت فيه مائتى سنة، ثم نزلت فى عينه، والحكمة فى ذلك أن ينظر آدم إلى بدء خلقه، ويرى باقى جسده طينا يابسا، لئلا يزهو ويعجب بنفسه، إذا تتابعت عليه الكرامات.
ثم نزلت إلى خياشيمه وفمه، فعطس بعد فراغه، فلقنه الله تعالى، فقال الحمد لله رب العالمين. فكان ذلك أول من جرى على لسانه، فأجابه الله عز وجل يرحمك الله يا آدم، للرحمة خلقتك. وقال تعالى ورحمتى سبقت غضى. ثم نزلت إلى صدره، فأخذ يعالج القيام فلم يمكنه. وذلك قوله
অজানা পৃষ্ঠা