فقال ابن صفوان: «انزل الآن في دار الأضياف إذا شئت، أو انزل في داري.»
فقال حسن: «بل أنزل في دار الأضياف ريثما أدبر الأمر.»
قال: «ولكن الليل أدركنا، فامكث عندنا الليلة، فإذا أصبحنا خرجت إلى حيث تريد.»
فتذكر حسن بلالا والجمل، وكان قد تركهما بباب المسجد فقال: «إن خادمي ينتظرني بباب المسجد والجمل معه، وأخاف أن يستبطئني فيظن أن قد مسني سوء.»
فقال ابن صفوان: «إنه إذا استبطأك، فسينام حيث هو، وفي الغد نراه.»
فأطاعه حسن وبات عنده. وقضى معظم الليل يفكر في أمر ابن الزبير وفي مسيره إلى الحجاج، ثم أدركه النوم فرأى في منامه أنه لقي الحجاج وجادله في أمر الكعبة وكيف يرميها بالمنجنيق، فسمع من الحجاج كلاما غليظا، فأفاق في الصباح وهو منقبض النفس.
ثم جاءه ابن صفوان بالطعام فأكل، وعرض عليه أن يسير معه إلى بيت الأضياف فقال حسن: «أرى أن أبحث عن الخادم والجمل.»
فقال: «لا خوف عليهما، هلم بنا إلى دار الأضياف لتعرفها فإنها بجانب بيت أمير المؤمنين، ثم تذهب بعدئذ إلى حيث تشاء.» •••
سار ابن صفوان مع حسن حتى أدخله دار الأضياف، واتجه هو إلى بيت عبد الله. ورأى حسن في الدار أناسا لم يعرف أحدا منهم، فجعل يتفرس في الوجوه لعله يرى خادمه بينهم، فلما لم يجده هم بالخروج إلى مواقف الدواب عسى أن يجده مع جمله هناك، ثم رأى بلالا مقبلا والبغتة بادية في وجهه وعيناه شائعتان كأنه يفتش عن ضائع، وما كاد بلال يراه حتى سارع إليه وقال: «أين كنت يا مولاي. إن سيدي أبا سليمان يبحث عنك.»
فبغت حسن لذكر أبي سليمان لعلمه أنه فارقه في المدينة وقد عهد إليه في تنسم أخبار سمية. فقلق لمجيئه ونهض وقال: «أين هو؟»
অজানা পৃষ্ঠা