قال: «كلا.»
قال: «تقول ذلك بين يدي وأنت تعلم أنها من نسائي؟!»
فظل حسن ساكتا، فقال الحجاج: «وهل هي تحبك؟»
فأدرك حسن أنه إذا صرح بحبها له جر عليها الموت كما جره على نفسه فأراد الرفق بها فقال: «لا أدري ...»
فقال عرفجة: «إنها لا تحبه، ولكنها فتاة ساذجة استغل طيبة قلبها ليخدعها. ولا شك في أنها تفاخر كل نساء المدينة بما نالته من الحظوة لدى أمير جند عبد الملك وفاتح الحجاز وحامي ذمار بني أمية.»
فاستاء حسن من ذلك التدليس القبيح ولم يسعه إلا توبيخ عرفجة فقال له بصوت ملؤه الرزانة والتعقل: «لا أنكر أن سمية نالت أحسن ما تتمناه فتاة بزواجها من مولانا الأمير، ولكنك يا عرفجة لم تزف ابنتك إلى الأمير إلا رغبة في المال، ولو مهرك هذا المال زنجي لزففتها إليه!»
فصاح عرفجة: «يا للقحة! أتقول ذلك في حضرة الأمير وتذكر عروسه بين يديه على هذه الصورة؟!» ثم التفت إلى الحجاج وقال: «لقد كفاك يا مولاي صبرا وحلما على من لا يستحق غير القتل والعذاب الأليم.»
فالتفت حسن إليه وقال: «أتحرض الأمير على قتلي يا عرفجة وإنك لأكثر استحقاقا للقصاص؟ إنك ملاق حتفك عاجلا جزاء خيانتك للدولة التي تدعي أنك تدافع عنها. وأما أنا فإذا قتلت فإني أذهب شهيد الأمانة والحب الصحيح!»
فالتفت عرفجة إلى الحجاج وقال: «أسمعت يا مولاي؟ إنه ما زال يذكر الحب.»
فقال حسن: «وهل الحب عار؟ نعم إني أحب سمية حبا شديدا، كما أني أكره أباها كرها شديدا. ولا أبالي أن أصرح بذلك ولا أن أقتل في سبيله. أما أنت فإنك ستقتل لأن شهادة ابن الحنفية آتية عما قليل، وهي قاطعة بخيانتك للدولة ولأمير المؤمنين.»
অজানা পৃষ্ঠা