فسأل العريف: أليس عندنا من مخلفات الجيش ما نقدر أن نستعمله؟
فتناول الوزير دفتر «المستحيلات» وقلب صفحاته وأجاب: بلى، يا سيدي، عندنا مظلة هوائية يستعملها القافز من الطيارة، إنما ... إنما ...
وصار الوزير يتلعثم، فحنق العريف وصرخ: إنما ... ماذا؟
أجاب الوزير: لقد اقتطعنا من نيلونها سروالا أهديناه إلى رئيس بلدية «الثريا»، أنت تذكره يا مولاي، رجل مخلص، كذلك انتزعنا الكثير من حبالها لنشر غسيل الوزراء يا مولاي، إذ إن الصحافة ترش عليهم الوحول، فأثوابهم أبدا قذرة يلزمها التنظيف، وإني أخاف إن نحن أعطينا المظلة لطعبروس ألا تنفتح حين يقفز فيهلك، وإن انفتحت، ذلك الخرق ... سروال رئيس البلدية يا مولانا ...
طعبروس إله الغلو والادعاء.
وسرعان ما دار عريف الآلهة وخاطب طعبروس: معاذا أن ينسى عريف الآلهة رجاله المخلصين، إني لا أريدك أن تذهب إلى الكرة الأرضية كرجل عادي في سيارة أو «جيب»، انزل إليهم كبطل، لقد جهزت لك مظلة هوائية جديدة من مخلفات الجيش، ومن صنع الأميركان، وأنت تعرف أنهم لا يصنعون إلا الأجمل والأفخم والأمتن.
فشكر طعبروس للعريف حنانه وشد المظلة إلى كتفيه وقفز، وراح العريف يتطلع من كوة السماء مقهقها فرحا أنه تخلص من شخص يذكره بمعاركه الماضية، واستفاقت «ساديته» فحدق بالأرض يريد أن يرى طعبروس يلتطم بالأرض فيتمزق، غير أن طعبروس حينما وقع لم يصطدم إلا بكومة رمال، فسرعان ما انتصب واقفا على قدميه سالما، فأحرق مظلته وتأبط برميله، ومشى صاخبا يحدث نفسه بالفتك والأخذ بالثأر، ويحلف بأن يثير على العريف سكان البسيطة، وما طال سيره حتى لمح بدويا شرس الوجه يرعى جمالا ويحمل بارودة، فهلع طعبروس وصاح: أنا بوجهك با بدوي .
أجاب البدوي: كنت على همة أن أرديك برصاصة، ولكنك سبقتني إلى الاستجارة، فما أنا بقاتلك، ولكن قل لي: من أنت، وما تريد؟ وهات، أعطني نهلة من هذا البرميل الذي تحمله فإني عطش.
ومد البدوي يده، وقلب البرميل إلى شفتيه، وسرعان ما بصق ما دخل فمه، وشتم طعبروس الشرير الذي يحمل ماء لا يشرب.
قال طعبروس: رويدك يا بدوي، أنا جئت هذا المكان لإسعافك.
অজানা পৃষ্ঠা