ورجع يوما فرأى في عينيها نظرة حمراء ذاهلة وضاحكة فقال برعب: عدت إلى الشراب؟
فأحنت رأسها باستسلام وقالت: نعم والحمد لله!
فتنهد وقال: وعما قريب سترجعين إلى الأفيون.
فقالت بنبرة ساخرة: حصل والشكر لله ..
فتساءل بحدة: والعمل؟
فقالت بهدوء: كل شيء طيب، ليلة أمس حلمت بأمي! - سأيأس منك نهائيا. - خير ما تفعل.
ووجدها تذوب في عالمها الوهمي وتعتزله كلية فارتاح بعض الشيء. ها هي تستقل بدنياها وها هو يعود إلى وحدته. وقرر - بضمير قلق - ألا يقاوم تدهورها هذه المرة. وقال يخاطب ربه: اغفر لي أفكاري يا رب، إنها قاسية مثل الحياة، وهي جزء منها ليس إلا ..
وهو يتلظى بذلك السعير تعينت راضية عبد الخالق سكرتيرة له. وكان مدير المستخدمين قد طلب منه اختيار الشخص الذي يجده مناسبا لسكرتيريته. قال له: من حقك أن تختار سكرتيرتك، بل من حقك أن تعين فيه قريبة من ذوي الثقة ..
أحقا لا يعرف الرجل شيئا عن أصله وفصله؟ عرف طيلة خدمته الطويلة عبقرية الموظفين في نبش المستور ونشر الفضائح، ولا شك أن المنبت «الكارو» لم يعد يخفى على أحد. وقال الرجل: أترك لك الاختيار.
فقال مدير المستخدمين مداهنا: إنك مثال النزاهة والترفع يا سيدي المدير.
অজানা পৃষ্ঠা