فالرجل ترضي شهوته كل امرأة اتصلت بينه وبينها صلة جنسية، ولا يعيبه أن يطلب المرأة ولا المرأة تعافه لأنه يطلبها، ويندر من الرجال من يقبل علانية أن تحتجزه امرأة لشهواتها وتتكفل بالنفقة عليه.
ولكن المرأة على نقيض ذلك لا يرضي شهوتها كل رجل تتصل بينها وبينه صلة جنسية، ويعيبها جدا أن تسعى كل حين في طلب رجل جديد، ولا يعيبها أن يحتجزها الرجل وينفق عليها كما يعيبه هو أن تحتجزه وتنفق عليه.
فإذا عثرت المرأة الهلوك بالرجل الذي يرضي شهوتها ويقبل احتجازها وتلبية هواها فهي تتعلق به وتقتصر عليه؛ لأنها طلبة لا تتكرر بمشيئتها، ولو كانت تتكرر بمشيئتها لما فرغت من تغيير الرجال وتبديلهم كل يوم.
ولهذا قد تكون المرأة الشهوانية أدوم النساء على رجل واحد مع أنها لا تعرف الوفاء والمودة والحنان، وذاك الذي يلوح للنظرة الأولى كأنه تناقض عجيب من خلق النساء، وإنما علته ما قدمناه.
أما المرأة اللعوب فهي تحب الرجل الذي يرضي فيها طبيعة اللعب والدعابة والغزل الصاخب المتجدد، وقد تحب الدعابة للدعابة لا لأنها طريق الشهوة أو الصلات الجنسية والعلاقات الزوجية.
وأدعى ما يكون من دواعي الحيرة في تناقض النساء في حبهن أن غلبة نموذج من هذه النماذج على طبيعتهن لا يمحو منها النماذج الأخرى.
فالمرأة اللعوب قد يراجعها عطف الأمومة في بعض أطوارها، والمرأة الأم قد تطرب للدعابة والعبث وتؤخذ بهما، والمرأة الهلوك قد تضمر العشق حينا من أحيانها، والمرأة العاشقة قد تركن إلى الزواج الدائم، والمرأة الزوج قد تعشق زوجها طويلا كما يتعاشق المحبان المغرمان.
لأن غلبة عنصر من عناصر الطباع لا يجتث العناصر الأخرى سواء في نفوس النساء أو نفوس الرجال.
والحب كما لا يحفى علاقة بين شخصيتين لا بين جنسين.
وتفسير ذلك أن العلاقة التي تكون بين كل ذكر وبين كل أنثى هي وظيفة جسدية وليست علاقة نفسية أو روحية كالعلاقة التي تكون بين المحبين.
অজানা পৃষ্ঠা