============================================================
الباب الحادى عشر وقال بعضهم: كانت الطرق إلى الله اكثر من نجوم السماء فما بقى منها إلا طريق واحد وهو الفقر، وهو أصحها.
وقال الجنيد(1)، رحمة الله عليه: إذا لقيت الفقير فالقه بالرقق لا بالعلم، فإن الرفق يؤنسه والعلم يوحشه.
فقيل له: يا أبا القاسم، وهل يكون فقيرا يوحشه العلم؟.
فقال: نعم، اذا كان الفقير صادا لى فقره فطرحت عليه العلم ذاب كما يذوب الرصاص فى النار.
وقال بعضهم: الفقير: هو الذى لا يكون له إلى الله حاجة .
قال الإمام القشيرى (2) : وهذا اللفظ فيه غموض على من سمعه، وهو غافل عن مرمى القوم كما قيل: [الفقر لا يحتاج إلى نفسه، رإلى ربه](3) لان القائل أشار بذلك إلى سقوط المطالبات، وفناء الاختيار(4) والرضى بمجارى الأقدار.
وقال بعضهم: وصف الفقير: السكون عند العدم، والايثار عند الوجود.
وقيل: مكث "أبو جعفر الحداده(5) عشرين سنة يعمل كل يوم بدينار وينفقه على الققراء، ويصوم ويخرج بين العشائين فيطلب من الأبواب.
(1) تقدمت ترجت: (2) (الامام القشيرى) هو: عبد الكريم بن هوارن بن عيد الملك بن طلحة بن محمد القشيرى، وكنيته: ابو القاسم، ولقب: رين الإسلام، وشهرته: القشيرى، ولد فى قرية من قرى نيسابور، حضر مجلس الشيخ ابا على الدقاق وكان يتحدث فى علم القلوب، ومذهب اصحاب الاحوال والملاقات والمواجيد، والشريعة والحقيقة، نامستولى عليه الأمر استيلاء تاما فاستمع الى هاتف أصماقه، لجمع همته ودخل الباب الكبير للصوفية، كتب عددا من المؤلفات الشهيرة التى نالت شهرة واسعة فى الشرق والغرب، مثل الرسالة القشيرية، ولطائف الإشارات (التفسير الصوفى) ونحو القلوب وغيرها.
وتولى، رحمه الله، سنه 465 ه الى جوار شيخه الدقاق لى نيسابور بعد رحلة طويلة مع خدمة علم الصوفية.
انظر ترجمته: مقدمة كتاب نحو القلوب الكبير: دكتور ايراهيم بسيونى المناوى: الكوالكب الدرية 1/ 629، ابن كثير: البداية والنهاية 12/ 1.7، ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة 5/ 91، الهجويرى: كشف المحجوب 198 .
(3) ما بين المعقوفتين سقط من (د) .
(4) لى (د): (فتاء الاختيارات والرضاء. 0.) .
(5) (ابو جعفر الحداد) الكبير الصولى، سافر ودخل دمشق، وهو من اقران الجنيد بن محمد ورويم *
পৃষ্ঠা ৬৪