والحق عندي أن دخول المسجد متنعلا والصلاة في النعل وإن كان جائزا لكنه من المسائل التي لا يفتى بها في زماننا هذا، ولا يرتكب بها لجره إلى المفاسد، وطعن العامة، وقد وقع مثل ذلك كثيرا في عصرنا هذا؛ ولذا أفتيت بكونه سوء الأدب.
ومن حسن التوارد ما في ((فتح المتعال)) نقلا عن بعض أرباب الكمال من قوله: إنه وإن كان جائزا فلا ينبغي أن يفعل اليوم لا سيما في المساجد الجامعة، فإنه قد يؤدي إلى مفسدة عظيمة، بل لا يدخل المسجد بالنعل مخلوعة لا مستورة؛ ولهذا أنكر الشيخ أبو محمد على الشيخ أبي صالح إدخاله الأنعلة غير مستورة، وقال: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدى بكم، فلا تفعلوا.
ويحكى أن عرب(1) إفريقية لما دخل جامع الزيتونة بنعله قال له العامة: انزعها، فقال: قد دخلت بها على السلطان فكيف لا أدخل بها هذا الموضع، فوثبوا عليه وقتلوه، وأثار ذلك شرا عظيما على أهل تونس في ذلك التاريخ. انتهى كلامه وتم مرامه(2).
পৃষ্ঠা ৫৬