============================================================
المعرفة والبحث والدرس ، فلم يترك كتابا من كتب المراجع الكبرى إلا وقد درسه فهما واستلهارا ، وإن من يطالع كتبه ومصنفاته ، يقع ناظراه على أسماء منات الكتب نوات الفنون المتعددة التى قرأها على مشايخه فضلا عماكان يقرأ، بنفسه لتفسه ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فقد لزم السيوطى منذ نعومة اظفاره مكتبة محمود الاستادار التى كانت تعرف بالمكتية المحمودية ، والتى يرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 2797ه . وكانت حسب وصف المقريزى لها "تحوى من الكتب الاسلامية مايدخل تحت كل فن .."(1).
ومما زاد من قيمة هذه المكتبة أن عالما جليلا هو شيخ الإسلام ابن حجر كان يرعى شانها ويهتم بها ، وكان بها أربعة الاف مجلد ، وقد أعد لها فهرسا دقيقا . وقال عنها : إن الكتب التى بها - وهى كثيرة جدا- من انفس الكتب الموجودة الان بالقاهرة ، وهى من جمع البرهان بن جماعة، واشتراها محمود الاستادار من تركته بعد موته، وكان صفوة علماء الزمان يستعيرون كتب هذه المكتبة من أمثال العلم البلقينى والشرف المناوى، وهما من اساتذة السيوطى ، وإن الأمر الذى بلفت النظر أن السيوطى لم يكدف بملازمة هذه المكتبة ، وإنمابلغ من اهتمامه بعحتوياتها ماجعله ينوفر على حتبها جميعا وينشيء ليا فهارس منخلمة جمعها في كراسة أطلق عليها " بذل المجهود في خزانة محمود "(2) .
ولقد باشر السيوطى الوظائف الهامة فى عصره ، فقام بتدريس الفقه بالمدرسة الشيخونية الذى لم تنقطع عنه وظيفته منذ وفاة أبيه ، وكان تعيينه هذاك بسفارة شيخه العلم اليلقينى سنة 872 ه الذي سبق أن أجاز له بالتدريس(2) .
بد أن عمله لم يقتصر فقط على التدريس بالشيخونية بل تصدى لافتاء وإملاء الحديث بجلمع أحمد بن طولون ، وتولى ايضا مشبخة التصويف بتربة برقوق نائب الشام التى توجد الان بصحراء قايتباى ، وذلك (2) العصدر للسابق وطيل محفرطلت للميول294.
(3) للسوء لللامع65/4.
9
পৃষ্ঠা ১৫