وقوله في ترجمة أبي بكر بن لال: "ما رأيت أحسن منه، والدعاء عند قبره مستجاب" (^١).
وقوله في ترجمة أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الأَرْدَستاني: "سمعت عدّة يقولون: ما من رجل له حاجة من أمر الدنيا والآخرة يزور قبره ويدعو إلا استجاب الله له. قال: وجربت أنا ذلك فكان كذلك" (^٢).
وقد علّق الذهبي على هذا الكلام فقال: "والدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والأولياء، وفي سائر البقاع، لكن سبب الإجابة حضور الداعي، وخشوعه وابتهاله، وبلا ريب في البقعة المباركة، وفي المسجد، وفي السَّحر، ونحو ذلك، يتحصل ذلك للداعي كثيرا، وكل مضطر فدعاؤه مجاب" (^٣). وهذا توجيه طيب يعتذر به لمثل هؤلاء الأئمة ﵏.
وفي النهي عن تحرّي الدعاء عند القبر يقول شيخ الإِسلام ابن تيمية ﵀: "إن الدعاء عند القبور وغيرها من الأماكن ينقسم إلى نوعين:
أحدهما: أن يحصل الدعاء في البقعة بحكم الاتفاق، لا لقصد الدعاء فيها، كمن يدعو الله في طريقه، ويتفق أن يمر بالقبور أو كمن يزورها
_________
(^١) سير أعلام النبلاء (١٧/ ٧٦)
(^٢) سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٢٨) تاريخ الإِسلام (٢٩/ ١٣٨)
(^٣) المصدر نفسه (١٧/ ٧٧)
1 / 50