مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم | ( صلى الله على سيدنا محمد )
الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمه ، وأوقف وجودها على توجه كلمه ، لنحقق بذلك سر حدوثها وقدمها | من قدمه ، ونقف عند هذا التحقيق على ما أعلمنا به من صدق قدمه . فظهر سبحانه وظهر وأظهر وما بطن ، ولكنه بطن | وأبطن ، وأثبت له الاسم الأول وجود عين العبد وقد كان ثبت ، وأثبت له الاسم الآخر تقدير الفناء والفقد وقد كان قبل | ذلك ثبت ، فلولا العصر والمعاصر ، والجاهل والخابر ، ما عرف أحد معنى اسمه الأول والآخر ، ولا الباطن والظاهر ، | وإن كانت أسماؤه الحسنى ، على هذا الطريق الأسنى ، ولكن بينها تباين في المنازل ، يتبين ذلك عندما تتخذ وسائل | لحلول النوازل ، فليس عبد الحليم ، هو عبد الكريم ، وليس عبد الغفور ، هو عبد الشكور ، فكل عبد له اسم هو ربه ، وهو | جسم ذلك الاسم قبله ، فهو العليم سبحانه الذي علم وعلم ، والحاكم الذي حكم وحكم ، والقاهر الذي قهر وأقهر ، | والقادر الذي قدر وكسب ولم يقدر ، الباقي الذي لم تقم به صفة البقاء ، والمقدس عند المشاهدة عن المواجهة والتلقاء ، | بل العبد في ذلك الموطن الأنزه لا حق بالتنزيه ، لا أنه سبحانه وتعالى في ذلك المقام الأنوه يلحقه التشبيه ، فتزول من | العبد في تلك الحضرة الجهات ، وينعدم عند قيام النظرة به منه الالتفات ، أحمده حمد من علم أنه سبحانه علا في صفاته | وعلى ، وجل في ذاته وجلى ، وأن حجاب العزة دون سبحاته مسدل ، وباب الوقوف على معرفة ذاته مقفل ، إن خاطب | عبده فهو المسمع السميع ، وإن فعل ما أمر بفعله فهو المطاع المطيع ، ولما حيرتني هذه الحقيقة ، أنشدت على حكم | الطريقة للخليقة : |
الرب حق والعبد حق
اليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت
أو قلت رب أنى يكلف
পৃষ্ঠা ৩৫