ফুতুহ
كتاب الفتوح
المواطن[ (1) ]، قال: وتراجع المسلمون إلى القتال حين نظروا إلى النساء يقاتلن قتال الموت[ (2) ]، فلله در النساء يوم اليرموك!وكانت وقعة اليرموك في رجب سنة ستة عشرة من الهجرة[ (3) ].
قال: ولم تزل الحرب من أول النهار إلى أن دخل الليل وأبو عبيدة يقاتل برايته والأمراء يفعلون كفعله وانفصل بعضهم عن بعض.
قال: فلما طلعت الشمس صف أبو عبيدة أصحاب الرايات وعبى عسكره تعبية حسنة.
قال: وبرز جرجيس[ (4) ]ودعا بالبراز وقال: لا يبرز إلي إلا أميركم!فسمعه أبو عبيدة فسلم الراية إلى خالد بن الوليد وقال له: أنت لها، فإن عدت أنا من قتال هذا الكافر فالراية لي، وإن هو قتلني الراية لك[ (5) ]، فقال خالد: أنا أقاتله دونك، فقال أبو عبيدة: لست أفعل ذلك ولا بد لي من الخروج إليه وأنت شريكي في الأجر، وبرز أبو عبيدة والمسلمون كارهون ذلك فلم يفعل، فلما قرب منه قال له: أنت أمير الجيش؟قال: نعم، فدونك والحرب، فما بقي لهزيمتكم إلا القليل ثم أقتلك وأقتل ماهان بعدك، ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه وطال بينهما القتال، فولى الكافر بين يدي أبي عبيدة فتبعه وهو واثق بالنصر والسلامة، فعند ذلك عطف عليه كالبرق الخاطف، والتقيا بضربتين فكان أبو عبيدة أسبق بالضربة فوقعت على عاتقه [ (1) ]الواقدي: المشاهد.
[ (2) ]ومن النساء اللاتي خرجن يقاتلن: خولة بنت الأزور وأم حكيم بنت الحرث وسلمى بنت لؤي وأسماء بنت أبي بكر (عن الواقدي 1/218) وذكر الطبري 3/401 أن النساء قاتلن يوم اليرموك في جولة، فخرجت جويرية بنت أبي سفيان وأصيبت بعد قتال شديد.
[ (3) ]كذا بالأصل. وذكر سيف بن عمر يوم اليرموك سنة 13 قبل فتح دمشق وتبعه على ذلك الطبري ثم تبعه ابن الأثير. وقال ابن كثير: وأما ابن عساكر فإنه نقل عن ابن أبي عبيدة والوليد وابن لهيعة والليث وأبي معشر أنها كانت سنة 15 بعد فتح دمشق. وقال ابن إسحاق كانت في رجب سنة 15، وقال خليفة بن خياط: قال ابن الكلبي: كانت وقعة اليرموك الاثنين لخمس مضين من رجب سنة 15. قال ابن عساكر: وأما ما قاله سيف من أنها كانت قبل فتح دمشق سنة 13 فلم يتابع عليه. وانظر فتوح البلدان ص 142 وتاريخ اليعقوبي 2/141.
[ (4) ]الواقدي: جرجير.
[ (5) ]زيد عند الواقدي: حتى يرى عمر رأيه.
পৃষ্ঠা ২০৭