قلت: فمزرد أخوه؟ قال: ليس بدون الشماخ، ولكنه أفسد شعره بما يهجو الناس. قال: وأخبرني الأصمعي قبل هذا أن أهل الكوفة لا يقدمون على الأعشى أحدا، قال: وكان خلف لا يقدم عليه أحدا، قال أبو حاتم: لأنه قال في كل عروض، وركب كل قافية.
قلت فعروة بن الورد؟ قال شاعر كريم، وليس بفحل.
قلت فالحويدرة؟ قال: لو قال مثل قصيدته خمس قصائد كان فحلا.
قلت: فمهلهل؟ قال: ليس بفحل، ولو كان قال مثل قوله: " أليلتنا بذي جشم أنيرى؟ كان أفحلهم، قال: وأكثر شعره محمول عليه.
قلت: فأبو دؤاد؟ قال: صالح، ولم يقل إنه فحل قلت: فالراعي؟ قال: ليس بفحل قلت: فابن مب؟ قال: ليس بفحل.. قال أبو حاتم: وسألت الأصمعي من أشعر: الراعي أم ابن مقبل؟ قال: ما أقربهما، قلت: لا يقنعنا هذا، قال: الراعي أشبه شعرا بالقديم وبالأول.
قلت: فابن أحمر الباهلي؟ قال: ليس بفحل، ولكن دون هؤلاء وفوق طبقته.
قال: وأرى أن مالك بن حريم الهمداني من الفحول. قال: ولو قال ثعلبة بن صعير المازني مثل قصيدته خمسا كان فحلا.
قلت: فكعب بن جعيل؟ قال: أظنه من الفحول ولا أستيقنه.
قلت: فجرير والفرزدق والأخطل؟ قال: هؤلاء لو كانوا في الجاهلية كان لهم شأن، ولا أقول فيهم شيئا لأنهم إسلاميون..
قال أبو حاتم: وكنت أسمعه يفضل جريرا على الفرذدق كثيرا فقلت له: يوم دخل عليه عصام بن الفيض: إني أريد أن أسألك عن شيء، ولم أن عصاما يعلمه من قبلك لم أسألك، ثم قلت: سمعتك تفضل جرير على الفرزدق غير مرة. فما تقول فيهما وفي الأخطل؟ فأطرق ساعة، ثم أنشد بيتا من قصيدته:
لعمري لقد اسربت لا ليل عاجز ... بساهمة الخدين طاوية القرب
فأنشد أبياتا زهاء العشرة، ثم قال: من قال لك إن في الدنيا أحدا مثلها قبله ولا بعده فلا تصدقه، ثم قال: أبو عمرو بن العلاء كان يفضله، سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لو أدرك الأخطل من الجاهلية يوما واحدا ما قدمت عليه جاهليا ولا إسلاميا، ثم قال الأصمعي: أنشدت أبا عمرو بن العلاء شعرا فقال: ما يطيق هذا من الإسلاميين أحد ولا الأخطل.
قال أبو حاتم: وسألته عن الأغلب : أفحل هو من الرجاز؟ فقال: ليس بفحل ولا مفلح، وقال: أعياني شعره، وقال لي مرة: ما أروى للأغلب إلا اثنتين ونصفا، قلت: كيف قلت نصفا؟ قال: أعرف له ثنتين، وكنت أروى نصفا من التي على القاف فطولوها، ثم قال: كان ولده يزيدون في شعره حتى أفسدوه..
قال أبو حاتم: وطلب منه إسحاق بن العباس رجز الأغلب وطلبه منى، فأعرته، فأخرج منها نحوا من عشرين، فقلت: ألم تزعم أنك لا تعرف له إلا اثنتين ونصفا؟ قال: بلى، ولكنني انتقيت ما أعرف، فإن لم يكن له فهو لغيره ممن هو ثبت أو ثقة.. قال أبو حاتم: وكان أروى الناس للرجز الأصمعي .. قال أبو حاتم: سمعت مرة نجرانيا كان قد طاف بنواحي خراسان، فسأله فقال: أخبرني فلان بالري أنك تروى اثنتي عشرة ألف أرجوزة، قال: نعم، أربع عشرة ألف أرجوزة أحفظها، فتعجبت، فقال لي : أكثرها قصار، قلت: اجعلها بيتا بيتا !! أربعة عشر ألف بيت !! قال الأصمعي: إنما أعياني شعر الأغلب، قال خلف: فكان من ولده إنسان يصدق في الحديث والروايات ويكذب عليه في شعره.
قلت: فحاتم الطائي؟ قال: حاتم إنما يعد بكرم، ولم يقل إنه فحل.
قلت: فمعقر البارقي حليف بني نمير: قال: لو أتم خمسا أو ستا لكان فحلا.. ثم قال: لم أر أقل شعرا من كلب وشيبان.
قلت: فأبو ذؤيب الهذلي؟ قال: فحل قلت: فساعدة بن جؤية؟ قال: فحل قلت: فأبو خراش الهذلي؟ قال: فحل قلت: فأعشى همدان؟ قال: هو من الفحول، وهو إسلامي كثير الشعر وسألت الأصمعي عن كعب بن سعد الغنوى، قال: ليس من الفحول إلا في المرثية، فإنه ليس في الدنيا مثلها، قال: وكان يقال له كعب الأمثال.
وسألته عن خفاف بن ندبة وعنترة والزبرقان بن بدر، قال: هؤلاء أشعر الفرسان، ومثلهم عباس بن مرداس السلمى.. لم يقل إنهم من الفحول، وبشر بن أبي خازم، وسمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: قصيدته التي على الراء ألحقته بالفحول:
ألا بان الخليط ولم يدان ... وقلبك في الظعائن مستعار
قلت: فالأسود بن يعفر النهشلي؟ قال: يشبه الفحول.
পৃষ্ঠা ২