বৃহত্তম ফিতনা (প্রথম খণ্ড): উসমান
الفتنة الكبرى (الجزء الأول): عثمان
জনগুলি
وأذكر مشروع بيڨردج الذي حاول أن تكفل الدولة للناس حياتهم وصحتهم وحاجتهم وكرامتهم، دون أن تضطرهم إلى أن يستذلوا أو يستغلوا، ودون أن تغريهم بالتبطل والفراغ.
أذكر طموح الديمقراطية في هذا العصر وقصورها عن تحقيق ما تطمح إليه، ثم أذكر ما حاول عمر من ذلك وما حقق، فلا أتردد في أن الشاعر الذي رثاه إنما أثنى عليه بالحق حين قال:
جزى الله خيرا من إمام وباركت
يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يجر أو يركب جناحي نعامة
ليدرك ما أدركت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها
بوائق في أكمامها لم تفتق
ثم لم يكن عمر رفيقا بعماله وولاته ولا مسمحا لهم، وإنما كان يراقبهم أشد المراقبة، كان لا يولي عاملا إلا أحصى عليه ماله حين التولية وأحصاه عليه حين العزل، فإن وجد فرقا قاسم العامل هذا الفرق، فترك له شطرا ورد الشطر الآخر إلى بيت المال، ثم كان يتتبع سيرة هؤلاء العمال في الرعية من قريب جدا، ويعزم عليهم سرا وإعلانا ألا يؤذوا المسلمين في أنفسهم ولا في أبشارهم ولا في أشعارهم ولا في أموالهم، وكان يلوم بعض ولاته في بعض ذلك فيقول: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!»
وكان يشاور من عنده في المدينة من أصحاب النبي فيما يلم من الخطوب كل يوم، ويضرب لعماله موعدا إذا كان الموسم، فيحج بالناس ويسمع من العمال في أمر الرعية ومن الرعية في أمر العمال، ويرد الأمر في ذلك كله إلى نصابه. وأكاد أعتقد أن عمر لو قدمت له أسباب الحياة لنظم الشورى في أمر المسلمين نظاما مستقرا باقيا، يعصمهم من الفتنة والاختلاف، ويكف الولاة عن الظلم والاستعلاء.
অজানা পৃষ্ঠা