وأما عقوق الأمهات والآباء فمحرم من الله سبحانه عليهم فعله مأزورون فيه معذبون عليه قال الله سبحانه: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا}[العنكبوت:8]، وقال عز وجل: {إما يبلغن عندك الكبر...} إلى قوله: {كما ربياني صغير}[الإسراء:23،24]، وقال تبارك وتعالى: {اشكر لي ولوالديك إلي المصير}[لقمان:14]، فأمر ببرهما وافترضه على أولادهما.
وأما الموءودة فإن الجاهلية كانوا يؤدون أولادهم إذا خشوا الفقر والوؤد فهو الدفن وذلك جهل منهم وأمر يعاقبون عليه من أفعالهم.
وأما إضاعة المال فيخرج على ثلاثة أوجه:
أحدها أن يعطيه الرجل سفيها من ولده أو أقاربه فيفسده ويلعب به في غير ما يرضي الله.
والثاني في الترك له من العمارة والرمي به حتى يفسد ويذهب بغير(1) علة ولا حجة.
والثالث فقد يتفرق على معنيين: أحدهما: أن يتولى صاحب المال إفساده بيده والعبث به، والثاني لا يصل فيه رحما ولا ينفقه في سبيل الله، ولا يطعم منه مسكينا فيكون قد ضيع ما فيه صلاح آخرته؛ لأن العرب تقول للإنسان إذا كان في ضر وهو يقدر على سعة أضعت عمرك ولم يضعه وإنما أراد بذلك أنك إذا لم تخرج إلى السعة فقد ضيعت، وتقول للإنسان إذا كان جاهلا مبطلا ضيعت حياتك يريد بذلك أنك ضيعت عمرك وحياتك التي جعلت(2) لك سبيلا إلى النجاة إلى العمل الصالح وإلى الخير والعلم بالغفلة والميل إلى الباطل والسهو وهو لم يضع عمره وإنما ضيع العمل الصالح والفعل الجميل.
পৃষ্ঠা ৩৩