121

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

প্রকাশক

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢١ هـ

জনগুলি

وقد أمر الله ﷿ بالاعتذار والقول الحسن المعروف لمن لا يستطيع الإحسان بالفعل، ومن ذلك قوله تعالى ﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا﴾ [الإسراء: ٢٨] (١).
فعلى الداعية أن يتخلَّق بهذا الخلق الجميل، وأن يسأل الله تعالى أن يوفقه ويعينه؛ فإنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع سبحانه.
رابعا: الرد بالحكمة على من ظهر منه مخالفة للنصوص الشرعية: ظهر في هذا الحديث الرد الحكيم من ابن عباس ﵄ على من خالفه في حكم هذه الآية الكريمة، وذلك أنه قال ﵁: " إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت. . . " ولم يصرح ولم يشهر بأسمائهم، وهذا من الحكمة التي كان النبي ﷺ يعمل بها في دعوته، فقد كان ﷺ يقول: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم». . . " الحديث (٢) «ما بال أناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله». . . " الحديث (٣) «ما بال أقوام يتنزهون عن شيء أصنعه». . . " الحديث (٤) «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام». . . " الحديث (٥).
فعلى الداعية أن لا يصرح بالأسماء في دعوته للناس، ولا يواجه بالعتاب، بل يسلك مسلك النبي ﷺ في دعوته وكفى.
خامسا: من أساليب الدعوة: التوكيد بالقسم: أسلوب التوكيد بالقسم يثبت المعاني في القلوب، ويحملها على التصديق والإيمان، وسرعة التنفيذ بفعل المأمورات وترك المنهيات (٦) وفي هذا

(١) سورة الإسراء، الآية: ٢٨.
(٢) البخاري، كتاب الأذان، باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة، ١/ ٢٠٥ برقم ٧٥٠، من حديث أنس ﵁.
(٣) البخاري، كتاب المكاتب، باب ما يجوز من شروط المكاتب، ٢/ ١٧٣ برقم ٢٥٦١.
(٤) متفق عليه من حديث عائشة ﵂: البخاري، كتاب الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب ٧/ ١٢٦ برقم ٦١٠١، ومسلم، كتاب الفضائل، باب علمه ﷺ بالله وشدة خشيته ٤/ ١٨٢٩ برقم ٢٣٥٦.
(٥) مسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ٢/ ١٠٢٠ برقم ١٤٠١.
(٦) انظر: تفسير الطبري " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " للطبري، ٤/ ٤٧، ومفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، مادة: " قسم " ص ٦٧٠، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، ١٩/ ٩٠.

1 / 123