فدهش دراك وقال: هل يوجد أمير يروم مقابلتي؟ وتقول إنه يدعى ملطار؟ إني أذكر هذا الاسم، ولكنني لا أتذكر صاحبه ...
قال: إن دولة الأمير مرتد بملابس هندية.
ففطن دراك للأمر وتبسم، وقال: ليدخل الأمير.
وبعد هنيهة كان ملطار أمام دراك، فقال له: أأنت من يدعى ملطار؟ قد عرفتك الآن، فأنت تخدم الكونت دي موري، فهل لديك ما تقوله لي؟ أجاب: نعم يا سيدي. قال: فهل أرسلتك إلي الآنسة بوليت؟ وهل هي مريضة؟ أجاب: كلا، فما هي بمريضة.
فتنهد دراك، ثم قال: لست أدري لماذا سألتك عنها وأنا لا أعرفها، فما هي أختي ولا ابنتي، ولا شأن لي معها؛ لأن معرفتي لها تبتدئ منذ أيام وقد انتهت الآن، وهل انقضى الأمر في المنزل على سلام بعد ذهابي؟ إني أشكر الآنسة بوليت على اهتمامها بإبلاغي ذلك.
قال الهندي: لست رسول الآنسة بوليت، والأمر في المنزل لم ينقض على سلام.
قال: يا للداهية! زدني بيانا.
فحدثه ملطار بما جرى في منزل الكونت دي موري إلى أن قال: إن سيدتي الصغيرة في أسوأ حال، إلا أن أمها أشقى حظا منها وأسوأ حالا؛ فهي لا تدري أن ابنتها قد عادت، وأنها لا يؤذن لها بأن تراها، فصاح المسيو دراك: أتقول إن بوليت لا تذهب لتقبل والدتها؟ ولكن هذا أمر فظيع؟ أجاب: نعم، هذا أمر فظيع، لا سيما وأن المسكينة تنتظر وصول ابنتها، وتعد الدقائق والثواني، فماذا يقع لها إذا قلت لها إنها لن ترى ابنتها؟ إنها لعمري قد تموت جزعا. قال: ولكن إذا لم ترها اليوم فلا بد أن تراها غدا، ولا تموت جزعا ... قال ملطار: كلا، لا اليوم ولا غدا ولا فيما بعد! قال: وكيف عرفت ذلك؟ أجاب: أن الفتاة استأذنت أباها في الذهاب لتزور جدها الأميرال فيرمين دي لامارش، آملة أن تجد أمها هناك، وكان يأذن لها إلا أن زوجته الكونتة الجديدة اعترضته ومنعته.
قال دراك بغضب: بأي حق؟ ولماذا؟
قال: إن الكونتة الجديدة قالت: إن الفتاة لا ينبغي أن ترى أمها إلا بعد أن تندم على مخاشنتها لزوجة أبيها، وتعود إلى ما يجب عليها من الاحترام لها.
অজানা পৃষ্ঠা