فالطالب عندنا غالبا لا يفعل إلا شيئا يسع الخلاف فيه ونحن إن عرفنا ما يسع الخلاف فيه وما لا يسع الخلاف فيه فسنعذرهم، والمستقبل قادم بكثير من التقلبات العلمية فإن خسرنا كل من رد لنا قولا فلن يبقى معنا أحد، وسنجد أنفسنا لا يتبعنا ولا يسمع لنا إلا القليل من المجاملين أو الجاهلين ونظن أن الدنيا بخير مادمنا نراهم.
وقد تزايدت بوادر هذا التفلت في هذا الزمان، وليت كل المتفلتين -في نظر شيوخنا- يقفون عند تصحيح حديث أو تضعيفه أو الاختلاف في حد الصحبة أو القول بسنية صلاة الجماعة أو بطاقة المرأة أو إباحة الغناء ونحو ذلك... وإنما يخشى أن يؤدي تشدد المشايخ إلى تفلتات كبرى لا تتوقف في ساحة القرضاوي ولا الكبيسي كما يخشى أصحابنا فهذه سهلة لا محظور فيها إن شاء الله؛ بل لا يعد هذا تفلتا وإنما الخشية أن يصل مداها إلى أكبر من ذلك ويكون على المشايخ نصف إثمها نسأل الله التوفيق والهداية للشيوخ وتلاميذهم.
পৃষ্ঠা ৮