ثانيا: الرد على الشيخ لا يناقض الوفاء
إذن نستفيد من هذا كله أن الشيخ عبدالله السعد لن يمانع من ردي عليه وإن كان من شيوخي، وقد سبقنا كثير من أهل العلم ممن ردوا على شيوخهم أو خالفوهم كما فعل الشافعي مع مالك والبخاري مع الذهلي ومسلم مع ابن المديني وابن الوزير مع علي ابن أبي القاسم والشيخ محمد بن عبد الوهاب مع شيوخه وابن باز مع محمد بن إبراهيم... إلخ.
فالمسيرة العلمية مليئة بهذا ولا يعد هذا عند العقلاء تنكرا من التلميذ لشيخه أو إزراء عليه لأن الحق أولى بالاتباع والالتفاف حوله من الشيوخ أيا كانوا.
نعم فالوفاء لا يتناقض مع الاختلاف بين الشيخ والتلميذ وقد يكون الحق مع التلميذ، وليعلم شيخنا الفاضل أنني ممن يحب الوفاء وأعترف بالفضل لأهل الفضل ولولا أنني أريد تصحيح ما نقله عني أوبعض ما أقر نقله لما كتبت هذا الحوار مع الشيخ.
بل كل شيوخي أو من كان في حكمهم لا زلت أحتفظ لهم بكل حب ووفاء ولا أدري ما هم عليه الآن كالشيخ عبدالرحمن المحمود والشيخ ناصر العقل والشيخ محمد الحسن وفقهم الله وغيرهم، ولهم في عنقي وعنق كل طالب حقوق نعرفها ونقدرها ولسنا ممن يهملها أو يتنكر لها لكن لا نراها مانعة من أن نرد الخطأ أو الوهم الذي يقع فيه واحد من هؤلاء ولا نراها ملزمة لتقليدهم، ولذلك أرجو أن يفهم الناس هذا التفريق بين الحب في الله والتقدير من جهة، وبين ترك التقليد أو رد الخطأ والباطل من جهة أخرى، وألا ينزعج الشيوخ سواء هؤلاء أو غيرهم إذا قام أحد طلابهم برد بعض ما قالوا، حتى لو أخطأ ذلك الطالب فلا يشترط في الطالب ألا يخطئ مثلما لا يشترط هذا في الشيخ، فهذه الاختلافات مما يسع فيها الخلاف.
পৃষ্ঠা ৭