আরব দার্শনিক ও দ্বিতীয় শিক্ষক
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
জনগুলি
وكما لقب أفلاطون بالحكيم الإلهي وأرسطاطاليس بالمعلم الأول، لقب الفارابي بالمعلم الثاني، وابن سينا بالشيخ الرئيس.
وآراء الناس مختلفة في تقديم الفارابي أو ابن سينا، فالقفطي يقول عن الفارابي: «فيلسوف المسلمين غير مدافع»؛ ويقول ابن خلكان عنه: «وهو أكبر فلاسفة المسلمين ولم يكن منهم من بلغ رتبته في فنونه، والرئيس أبو علي بن سينا المقدم ذكره بكتبه تخرج، وبكلامه انتفع في تصانيفه.»
أما الشهرستاني فيقول عند الكلام على فلاسفة المسلمين: «ومنهم الفارابي، وإنما علامة القوم أبو علي الحسين بن سينا.»
ويقول ابن سبعين الفيلسوف الصوفي الأندلسي، الذي يقال: إنه انتحر بمكة شوقا إلى الاتصال بالله سنة 669ه، في كتاب له مخطوط، ما نصه نقلا عن المجموعة التي نشرها الأستاذ «ماسينيون»:
وأما الفارابي اضطرب وخلط وتناقض وتشكك في العقل الهيولاني، وزعم أن ذلك تمويه ومخرفة، ثم شك في النفس الناطقة: هل غمرتها الرطوبة، أو حدثت بعد وتنوع اعتقاده في بقاء النفوس، بحسب ما ذكر في كتاب الأخلاق، وكتاب المدينة الفاضلة، والسياسة المدنية، وأكثر تآليفه في المنطق. وعدة كتبه نحو خمسة وسبعين كتابا، وفيها من الإلهيات تسعة، وهذا الرجل أفهم فلاسفة الإسلام، وأذكرهم للعلوم القديمة، وهو الفيلسوف فيها لا غير، ومات وهو مدرك ومحقق وزال عن جميع ما ذكرته، وظهر عليه الحق بالقول والعمل، ولولا التطويل لذكرت ذلك مفصلا.
وابن سبعين هذا قد تناول بالنقد اللاذع، بل بالتحقير الشنيع، ابن سينا والغزالي وابن رشد.
ويقول الأستاذ «كارا دو فو» في ترجمته للفارابي بدائرة المعارف الإسلامية : «ومذهب الفارابي هو مذهب الفلاسفة، أعني الأفلاطونية الجديدة الإسلامية، الذي بدأه من قبله الكندي، ووجد في كتب ابن سينا من بعده أكمل عبارة عنه، وقد يكون من الراجح أن الفارابي يخالف الكندي وابن سينا في بعض المواضع، ولكن من العسير تعيين هذه المواضع. ومن المناسب التحفظ بل الشك في تفسير ما يتعلق بتفصيل مذهبه. والواقع أنا لا نعرف من آثاره إلا قليلا، ثم إن أسلوبه لا يخلو من غموض. وفيما عرفنا من رسائله ما هو مصوغ في صورة حكم في نهاية الإيجاز، من غير نظام في ترتيبها، ثم إنه لا يمكن البت عن يقين بأن مؤلفات كثيرة كمؤلفات الفارابي يتداولها تأثير أرسطو وأفلاطون وأفلوطين تتجرد من التناقض، على أن الفكرة التي تعتبر قاعدة لهذا المذهب، وهي التوفيق بين أرسطو وأفلاطون من ناحية، وبين هذه الفلسفة الملفقة والعقيدة الإسلامية من ناحية أخرى، ليست في نفسها سليمة من التضارب.»
وهذه العبارة في جملتها قد تبين بيانا صحيحا عن مكانة كل من الكندي والفارابي وابن سينا في الفلسفة الإسلامية، وإن كانت تفاصيلها لا تخلو من نقد.
والفارابي من خير المفسرين لكتب أرسطو خصوصا في المنطق، وأثره في هذا الباب هو الذي جعله يستحق التلقيب بالمعلم الثاني، إذ كان أرسطو هو الأول. هذا هو رأي بعض المترجمين للفارابي، ومنهم «كارا دو فو»، وفي كتاب «أبجد العلوم» لحسن صديق خان ما نصه:
وفي حاشية المطالع لمولانا لطفي: أن المأمون جمع مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق، وثابت بن قره، وترجموها بتراجم متخالفة مخلوطة غير ملخصة ومحررة لا توافق ترجمة أحدهم للآخر، فبقيت تلك التراجم هكذا غير محررة، بل أشرف أن عفت رسومها إلى زمن الحكيم الفارابي. ثم إنه التمس منه ملك زمانه المنصور بن نوح الساماني أن يجمع تلك التراجم، ويجعل من بينها ترجمة ملخصة محررة مهذبة مطابقة لما عليه الحكمة، فأجاب الفارابي وفعل كما أراد وسمى كتابه «بالتعليم الثاني». فلذلك لقب «بالمعلم الثاني». وكان هذا في خزانة المنصور إلى زمان السلطان مسعود من أحفاد المنصور كما هو مسودا بخط الفارابي، غير مخرج إلى البياض؛ إذ الفارابي غير ملتفت إلى جمع تصانيفه، وكان الغالب عليه السياحة على زي القلندرية. وكانت تلك الخزانة بأصفهان وتسمى «صوان الحكمة»، وكان الشيخ أبو علي بن سينا وزيرا لمسعود، وتقرب إليه بسبب الطب حتى استوزره وسلم إليه خزانة الكتب، فأخذ الشيخ الحكمة من هذه الكتب، ووجد فيما بينها التعليم الثاني، ولخص منه كتاب الشفاء. ثم إن الخزانة أصابها آفة فاحترقت تلك الكتب، فاتهم أبو علي بأنه أخذ من تلك الخزانة الحكمة ومصنفاته، ثم أحرقها لئلا تنتشر ولا يطلع عليه، فإنه بهتان وإفك؛ لأن الشيخ مقر لأخذه الحكمة من تلك الخزانة، كما صرح به في بعض رسائله. وأيضا يفهم في كثير من مواضع الشفاء أنه تلخيص التعليم الثاني.
অজানা পৃষ্ঠা