من فتاوى العلامة محمد الأمين الشنقيطي
من فتاوى العلامة محمد الأمين الشنقيطي
জনগুলি
فَتَحَصَّلَ أَن محل العقل القلب، وأنه لا مانع من اتصال طرف نوره الروحاني بالدماغ، وعليه لا تخالف بين القولين، و(أن) (^١) هذا إن قام عليه دليل فلا مانع من (قبوله) (^٢)، ونحن لا نعلم عليه دليلًا مقنعًا، وأنَّ عمرَ بن عبد العزيز ألحقَ أهلَ الكتاب بالمشركين؛ لآية التوبة التي ذكرنا، وأنَّ جَعْلَ حكم جميع الحرم المكي كحكم المسجد (_) (^٣) دليلُه استقراءُ الآيات التي جاءت بنحو ذلك، وقد رأيتَ حُجَجَ مَنْ منعهم دخولَ المساجد غير المسجد الحرام ومَنْ أجازَ ذلك ومَنْ فَرَّقَ (^٤).
ولا يخفى أنَّ الذين يجزمون بأن محل العقل الدماغ، ولا صلة له بالقلب أصلًا أنهم في جهلهم، كما قالت الراجزةُ (في زوجها) (^٥):
شِنْظِيْرَةٌ (^٦) زَوَّجَنِيْهِ أَهْلِي ... مِنْ جَهْلِهِ يَحْسَبُ رَأْسِي رِجْلِي (^٧)
أ. هـ (_) (^٨).
_________
(^١) ساقطة من (أ).
(^٢) في (أ): (القول به).
(^٣) زاد في (أ): (الحرام).
(^٤) ولفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله -حفظه الله- ابن المؤلف ﵀ رسالة بعنوان "حكم دخول غير المسلمين للمساجد، في ضوء الآيات التي تحدثت عن ذلك" ط. مكتبة العلوم والحكم- المدينة النبوية، رجح فيها قول المالكية ومَن وافقهم بالمنع من دخول المشركين المساجد كلها.
(^٥) في (أ): (لزوجها).
(^٦) الشنظير: السخيف العقل، وهو الشنظيرة أيضًا، والشنظير الفاحش الغلق من الرجال والإبل السيء الخلق، ورجل شنغير وشنظيرة بذيء فاحش، انظر لسان العرب لابن منظور (٧/ ٢١٢).
(^٧) هذا البيت نسبه ابن سيده في المحكم (٨/ ١٤٣) وابن منظور في لسان العرب (٧/ ٢١٢) لابن الأعرابي، وقال ابن منظور: أنشد ابنُ الأعرابيّ لامرأةٍ مِن العرب: شنظيرة زوجنيه أهلي ... من حُمْقه يحسب رأسي رجلي ... كأنَّه لم يرَ أنثى قبلي.
(^٨) زاد في (أ): (والحمد لله).
1 / 10