ফাতেহ আল-আরাব লি মিসর
فتح العرب لمصر
জনগুলি
فلما ذهب رجع الإخوان إلى ديرهم آمنين. وأما الكاوخيوس (المقوقس) ذلك البطريق الدعي فقد ذهب إلى الفيوم والغيظ يأكل قلبه، ودعا هناك أصحابه وأتباعه، وأمرهم أن يأتوا له بالعابد «الأبا صمويل» مكتوف اليدين من خلاف، وأن يضعوا في عنقه طوقا من الحديد، وأن يدفعوا به كما يدفع باللصوص. فذهبوا إلى الدير الذي كان فيه وقبضوا عليه.
وذهب صمويل مستبشرا في صحبة الله وهو يقول: «سأمنح إن شاء الله اليوم الشهادة بأن يسفك دمي في سبيل المسيح.» ثم جعل يسب المقوقس لا يخشى شيئا. وأدخله الجنود عليه، فلما رأى المقوقس ذلك الولي أمر جنده أن يضربوه حتى سال دمه كما يسيل الماء، ثم قال له : «صمويل أيها الزاهد الشقي! من ذا أقامك رئيسا للدير وأمرك أن تعلم الرهبان أن يسبوني ومذهبي؟» فقال له العابد (الأبا صمويل): «إن البر في طاعة الله وطاعة وليه البطريق «بنيامين»، وليس في طاعتك والدخول في مذهبك الشيطاني يا سلالة الطاغوت، ويا أيها المسيخ الدجال!» فأمر «قيرس» جنده أن يضربوه على فمه، وقال: «لقد غرك يا صمويل أن رهبانك يجلونك ويعلون من شأن زهدك؛ ولهذا تجرأت وقويت نفسك، ولكني سأشعرك أثر سبابك للعظماء؛ إذ سولت له نفسك ألا تؤدي لي ما يجب عليك أن تؤديه لعظيم رجال الدين وكبير جباة المال في أرض مصر.» فأجابه صمويل: «لقد كان إبليس من قبل كبيرا على الملائكة، ولكن كبره وكفره فسقا به عن أمر ربه، وهكذا أنت أيها الخادع «الخلقيدوني»؛ فإن مذهبك مذموم، وإنك أشد لعنة من الشيطان وجنوده.» فلما سمع المقوقس ذلك امتلأ قلبه بالغيظ على ذلك الولي، وأومأ إلى الجند أن يقتلوه. وقصارى القول أن ذلك الكافر أراد أن يقتل الولي، ولكن حاكم الفيوم خلصه من يديه، فلما رأى قيرس أن صمويل نجا منه أمر به أن يطرد من جبل نكلون.
25
وقد جاء مثل هذا الخبر في الترجمة الأثيوبية لحياة «الأبا صمويل»، وقد جاء فيها ذكر رجل اسمه «مكسميانوس»، وأنه أتى إلى دير صمويل في الصحراء ومعه مائتا جندي، وأنه أعطاه كتابا يؤمر فيه بالإيمان بمذهب خلقيدونية،
26
فمزقه صمويل ورمى به من باب الكنيسة وهو يقول: «ليس لنا من رئيس إلا بنيامين، ولعنة الله على ذلك الكتاب الكافر الذي جاء من الإمبراطور الروماني، ولعنة الله على مجمع خلقيدونية وكل من آمن بما أقره!» فضرب صمويل حتى ظن أنه مات ثم غودر، ولكنه عاد إلى نفسه، وسار إلى القلمون حيث عاد لمحادته لقيرس وما أعقبها كما أسلفنا وصفه.
27
وإذا كان مثل هذا العسف يجري في الصحاري، فما بالنا بما كان يحدث للقبط في بلاد مصر السفلى والصعيد؟ فلقد كان حظ من يأبى منهم أن يتخلى عن عقيدته أو ينازع قيرس في أمره أن يجلد ويعذب، أو يلقى به في السجن، أو يلقى الموت، فكانت تقام أساقفة للملكانية في كل بلد من مصر حتى أنصنا
28
من بلاد الصعيد، في حين كان قسوس القبط يقتلون أو يشردون في أنحاء الأرض يلتمسون فيها ملاذا. وكان السعي حثيثا غير منقطع وراء بنيامين، ولكن لم يعثر عليه في مكان. وقد جاء في كتاب «ساويرس» أنه كان يتنقل من دير محصن إلى آخر، وجاء في ترجمة حياة شنودة
অজানা পৃষ্ঠা