ফাতেহ আল-আরাব লি মিসর
فتح العرب لمصر
জনগুলি
ويربط بين المسيحيين فيجعلهم إخوانا في دين واحد. وكان الصليب الذي استرجعه من العدو رمزا ماثلا أمام عينيه؛ فلا عجب إذا لاح له فوقه ذلك الخيال الذي لاح لعيني سلفه العظيم، وهو «فز إما بالموت وإما بالحياة»؛ (22 ⋆ )
فقد كان الصليب أداة نصره في الحرب، وكان يستلهم من الصليب وحيه وإلهامه في أمور الدولة بعد أن ساد السلام.
الفصل الحادي عشر
دعوة النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)
ما أكثر عجائب التاريخ وعبره! ولكن قلما حدث فيه من العجائب ما هو أكثر عدا أو أعجب أمرا مما كان في عهد هرقل، وقد اتفق عندما بدأ هرقل عهد ولايته أمر الإمبراطورية أن بدأ النبي محمد دعوته وأخذ في نشرها، وذلك في سنة 610،
1
وقد كان مقدورا أن تكون دعوة النبي أكبر ما يصدم هرقل ويهدم ما بناه. وقد لاقى كل من هذين العظيمين في أول حياته تخذيلا عظيما وأخطارا جمة صحبته نحوا من اثنتي عشرة سنة، ثم خرج كل منهما من هذه المحن وقد قويت نفسه، واستعدت للعمل العظيم الذي كانت مقبلة عليه. في سنة 622 سار هرقل في سريته إلى قليقيا، فضرب أول ضربة في سبيل استنقاذ الصليب المقدس وإعادته إلى الدولة الرومانية من الفرس. وفي هذه السنة عينها هاجر النبي من مكة إلى المدينة، وبدأ بذلك عصر الجهاد في سبيل تخليص بيت الله الحرام وفتح بلاد العرب لدعوة الإسلام، فكان هذا الحدث مبدأ التاريخ الإسلامي أبد الدهر.
وليست هذه كل وجوه الاتفاق؛ فإن النبي والملك كليهما صحبه نصر لا تكاد تثلمه هزيمة مدة ست سنين
2
بعد سنة 622. وكان النبي يرقب بلهف حوادث القتال الطويل بين الروم والفرس، وكان قد آلمه نصر الفرس في مبدأ الأمر في سنتي 614 و615؛ لأن ذلك كان انتصارا لعبدة الأوثان على قوم من أهل الكتاب. فلما رجع النصر إلى الروم - وما كان أعجب ذلك - واستطاع هرقل أن يمحق سلطان الفرس بعد حرب ضروس استمرت ست سنوات، بعث ذلك في النبي آمالا كبيرة لغزو الطائفتين والتغلب عليهما وقد تضعضعت قوة الغالب منهما والمغلوب، ورأى أن الله قد مهد بذلك للإسلام طريق النصر والفتح؛ ولهذا نستطيع أن نقول إن الساعة التي بلغ فيها هرقل أعلى ذروة مجده كانت ساعة البشرى العظيمة للنبي (عليه الصلاة والسلام).
অজানা পৃষ্ঠা