ফাতেহ আল-আরাব লি মিসর
فتح العرب لمصر
জনগুলি
6
وقد أمر قيرس أن ترفع قناطر الحصن حتى يأمن خروج الناس منه إذا هم علموا بخروجه وذعروا من أجله. ولما بلغ جزيرة الروضة
7
أرسل إلى عمرو جماعة كان منهم أسقف «بابليون»، فلقيهم عمرو وأكرمهم، فأدوا رسالتهم فقالوا:
8 «إنكم قوم قد ولجتم في بلادنا، وألححتم على قتالنا، وطال مقامكم في أرضنا، وإنما أنتم عصبة يسيرة، وقد أظلتكم الروم، وجهزوا إليكم ومعهم من العدة والسلاح، وقد أحاط بكم هذا النيل، وإنما أنتم أسارى في أيدينا، فابعثوا إلينا رجالا منكم نسمع من كلامهم؛ فلعله أن يأتي الأمر فيما بيننا وبينكم على ما تحبون ونحب، وينقطع عنا وعنكم القتال قبل أن تغشاكم جموع الروم فلا ينفعنا الكلام ولا نقدر عليه، ولعلكم أن تندموا إن كان الأمر مخالفا لطلبتكم.»
9
فلم يبعث عمرو جواب ما أتوا به، وحبس الرسل عنده يومين حتى يروا حال المسلمين؛ إذ أبيح لهم أن يسيروا في العسكر ويروا ما فيه، ثم بعث عمرو برده مع الرسل وقال: «ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال: إما أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين.»
ففرح قيرس لعودة الرسل؛ إذ كان قد خاف عندما حبسهم عمرو، وجعل يقول لأصحابه أترون أن العرب يقتلون الرسل ويستحلون ذلك في دينهم؟ ولما جاء الرسل جاءوا وقد وقع في نفوسهم ما عند العرب من بساطة وإيمان، فقالوا: «رأينا قوما الموت أحب إلى أحدهم من الحياة، والتواضع أحب إلى أحدهم من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة، إنما جلوسهم على التراب، وأكلهم على ركبهم، وأميرهم كواحد منهم، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا السيد منهم من العبد، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد، يغسلون أطرافهم بالماء، ويخشعون في صلاتهم.»
10
وقد رأى قيرس مع ما اشترطه العرب من الشروط التي لا هوادة فيها ولا مفاوضة أن يبدأ في ذلك الوقت بعقد الصلح؛ إذ كان العرب تحصرهم مياه النيل قبل أن يهبط النهر ويستطيعوا السير والانتقال فيجوسوا خلال البلاد ، فأرسل إلى عمرو أن يبعث إليه جماعة من ذوي الرأي ليعاملهم ويتداعى معهم إلى ما عساه يكون فيه صلح، فبعث عمرو عشرة نفر أحدهم عبادة بن الصامت، وكان عبادة أسود شديدا، وأمره أن يكون متكلم القوم، ولا يجيب الروم إلى شيء دعوه إليه إلا إلى إحدى هذه الخصال الثلاث.
অজানা পৃষ্ঠা