114

ফাতেহ আল-আরাব লি মিসর

فتح العرب لمصر

জনগুলি

وأصبحوا يملكون ناصية شاطئ النهر من ناحيتي الحصن من أعلاه ومن أسفله، ونقلوا عسكرهم من هليوبوليس فضربوه في شمال الحصن وشرقه بين البساتين والكنائس، وذلك هو الموضع الذي صار يعرف بالفسطاط فيما بعد. وقد صار جيش العرب بعد ذلك النصر كافيا لحصار «بابليون» لا يعوقه عائق من التضييق عليه، بعد أن قضى على جيش الروم فلم تبق منه إلا الفلول التي لاذت بالحصن أو هامت على وجهها في بلاد مصر السفلى. ولما بلغت أنباء نصر العرب إلى الفيوم غادرها من بها من المسالح، فخرج «دومنتيانوس» عندما علم بذلك من المدينة في الليل، وسار إلى «أبويط»، ثم نزل في النهر بجنوده، وجد هاربا إلى «نقيوس»، ولم يخبر أهل «أبويط» بما كان منه من ترك الفيوم لأعدائه لا دافع عنها أحد. ولما بلغ نبأ «دومنتيانوس» وهربه إلى عمرو بن العاص بعث كتيبة من جنده عبروا النهر، وفتحوا مدينتي «الفيوم» و«أبويط»، وأحدثوا في أهلها مقتلة عظيمة، وأصبح ذلك الإقليم تحت الحكم الإسلامي منذ ذلك الحين.

ولما قضى عمرو بذلك على كل من وقف له من الفيوم، وخلص له أمرها، أرسل جنوده إلى موضع اسمه «دلاص»،

20

رآه أصلح المواضع للنزول من النهر إلى ذلك الإقليم، وأصبح العرب بذلك إلى حين سادة النهر، وكان هذا أثرا عظيما من آثار النصر. غير أن الروم كانوا لا يزالون يملكون جزيرة الروضة، وهي جزيرة ذات حصون تتصل بحصن بابليون، تسير بينهما السفن والقوارب، وبقيت الأسفار على ذلك في النهر على عادتها يكاد لا يعوقها عائق؛ لأن العرب لم يكونوا من أهل البحار؛ إذ لم يحذقوا بعد تسيير السفن، وكانوا في شغل بما هم فيه من القتال والفتح في الأرض. وعاد عمرو فأمر جرائد الخيل بالعودة إليه،

21

وكان أنفذهم يجوسون خلال البلاد بعد وقعة عين شمس، ثم أمر «أبا قيرس»

22

حاكم دلاص أن يمد المسلمين الذين كانوا بالفيوم بالسفن لينتقلوا فيها من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي. وكان يقصد بذلك أن يفتح كل إقليم مصر، وهو الإقليم الذي كان يلي مفترق فرعي نهر النيل.

ولعل وقعة عين شمس كانت في النصف من شهر يوليو سنة 640، وقضى العرب في فتح الفيوم نحو أسبوعين؛ وعلى ذلك لم يبدأ فتح مصر السفلى قبل شهر أغسطس، وكان عمرو يطمع أن يبسط يده إلى هناك قبل أن يحول فيض النيل بينه وبين ذلك. وأما ما كان من أمر «جورج» حاكم إقليم مصر، فإما أن يكون قد وقع في الأسر عند فتح مدينة مصر، وإما أنه أذعن للعرب وخضع لأمرهم. فالحق أن الرهبة من العرب أخذت عند ذلك بقلوب الناس في كل البلاد، ولا سيما ما كان منها على كثب من سيوفهم، اللهم إلا المواضع ذات الحصون.

غير أن مصر السفلى كانت تشقها الترع الكثيرة، وكان بعض هذه الترع لا يمكن اجتيازه خوضا، فجاء الأمر إلى «جورج» أن يقيم قنطرة على الترعة عند قليوب، وقال حنا النقيوسي: «وأخذ الناس يساعدون المسلمين.»

অজানা পৃষ্ঠা