101

ফাতেহ আল-আরাব লি মিসর

فتح العرب لمصر

জনগুলি

وهل عجب إن كان فرعي عسجدا

إذا كنت لا أرضى مفاخرة العشب

وإن مثل هذا القول ليظهر الرجل في اعتداده بنفسه ومعرفته لمقدارها. ولا شك في أن عمرا قد أظهر شيئا من قلة التعفف في الخلاف الذي أعقب يوم صفين؛ فقد روى الذهبي أنه هتك ما كان معاوية يتستر به من النفاق والادعاء في أيام وقعة صفين، إذ قال: «يا معاوية أحرقت قلبي بقصصك. أترى أننا خالفنا عليا لفضل منا عليه؟ لا والله إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها. وايم الله لتقطعن لي قطعة من دنياك أو لأنابذنك.» ولا يسع المطلع على ما كان منه في أمر التحكيم إلا أن يرى في عمله خيانة وخدعة لأبي موسى، فكان أبو موسى كلما صلى قرن دعاءه بلعن عمرو، وقد قال له مرة: «ما مثلك يا عمرو إلا كمثل الكلب، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.» فقال له عمرو: «وما مثلك أنت إلا كمثل الحمار يحمل أسفارا.»

26

وقال ابن الحجر إن أحد أصحاب عمرو قال عنه: «ما رأيت رجلا يعرف كلام الله معرفته، ولا رجلا أكرم نفسا ولا أشبه سرا بعلانية منه.» وقال رجل اسمه جابر:

27 «لم أر رجلا أقرأ لكتاب الله من عمر، وصحبت معاوية فما رأيت رجلا أحلم منه، وصحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا أبين ظرفا ولا أكرم جليسا.» وإنا موردون هنا خبرا أو اثنين من أخباره لندل بهما على كرم نفسه وصراحته وحبه لجمال النسق؛

28

فقد لامه بعضهم مرة على أنه يركب بغلة هرمة قبيحة المنظر، فقال له: «لا ملل عندي لدابتي ما حملتني، ولا لامرأتي ما أحسنت عشرتي، ولا لصديقي ما حفظ سري.»

29

وقيل إنه وقع مرة بينه وبين المغيرة بن شعبة كلام، فاغتاظ المغيرة وسبه، فقال عمرو وقد ثارت ثائرته: «يا آل هصيص! أيسبني ابن شعبة؟!» فقال عبد الله ابنه وكان قريبا: «إنا لله! دعوت بدعوى القبائل وقد نهي عنها.» فقبل الوالد تأنيب ابنه، وأعتق ثلاثين رقبة يكفر بها عن ذلك. وسمع يوما وهو أصغر من ذلك سنا إذ كان بالمدينة خطبة من خطب زياد، فلما رأى بلاغتها قال: «لله در هذا الغلام! لو كان من قريش لساق العرب بعصاه.»

অজানা পৃষ্ঠা