يقع تحت نظرك؛ ففي الجدران أوتاد وطاقات وخزائن تعي أشياءه ومعداته، من المعول والفأس، إلى القدوم والإزميل، والمنجل والمنشار. وفي بيوت كثيرة تجد التبان وأطباق القز
16
والنول ودولاب السدى
17
والمسلكة
18
والمغازل.
19
أما قرياقوس فليس في بيته شيء من هذه الأشياء الأخيرة، فما تقوم به البقر يعمله هو، والنحل يحوك له ويغزل، ورب ساع لقاعد. كانت تسوء حالته كلما تقدم الليل فتشتد أوجاعه، ويتعالى شخيره ونخيره؛ فتخاله ينازع ثم تزول تلك الحالة، فتحل محلها أخرى أشد وأكرب، وأخيرا أعيت زوجته، فهبطت وتكومت عند قدميه، حائرة كأنها في دنيا غير الدنيا، تسمع ولا تعي. تخالها مصغية إلى المتحدثين، وهي لا تدرك شخوصهم. حتى إذا تصورت زوجها يموت، انتفضت انتفاضة العصفور بلله القطر، وتنبهت لحظة لتعود إلى بحرانها.
وانتظرت مدة كما قالوا لها، وإذ لم ينطفئ السراج عادت وولدها راجية أن تبلغ البيت وترى زوجها أحسن حالا، فإذا بآلامه وأوجاعه تزداد وتشتد.
অজানা পৃষ্ঠা