ইংরেজি দর্শন শত বছরে (প্রথম অংশ)

ফুয়াদ জাকারিয়া d. 1431 AH
96

ইংরেজি দর্শন শত বছরে (প্রথম অংশ)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

জনগুলি

Biographical Hist. of Philosophy » (وهو كتاب كان واسع الانتشار، ونشر لأول مرة في 1845-1846) لقب أعظم المفكرين المحدثين، وأسمى مذهبه تاج كل التطور الفلسفي الذي سبقه. وبعد بضع سنوات ألف ليويس، الذي كان معجبا متحمسا بكونت، كتابا خاصا عن «فلسفة العلوم الوضعية عند كونت»، ودافع عن وجهة نظر كونت بوسائل أخرى، وعن طريقه اطلعت (جورج إليوت)، التي أصبحت زوجته فيما بعد، على تعاليم كونت، وقد كشفت رواياتها بوضوح عن تأثير كونت، كما لاحظ الكثيرون. وفي نفس العام الذي ظهر فيه كتاب ليويس عن كونت، نشرت «هاريت مارتينو

Harriet Martineau » (1802-1871)، شقيقه جيمس مارتينو، الفيلسوف الديني، ترجمة، أو على الأصح سردا وتلخيصا، لكتاب «دروس في الفلسفة الوضعية

Cours de Phil. Positive »، وهو تلخيص يعطي عن هذا الكتاب فكرة عامة لا بأس بها، بفضل حسن اختياره للأجزاء التي عرضها، وقد قدم هذا الكتاب مؤلف كونت الأكبر إلى جمهرة القراء الإنجليز في صورة موجزة شاملة، بعد تنقيته من كل المبالغات الزائفة. وكانت الجهود المخلصة التي بذلتها الآنسة مارتينو هي التي قدمت كونت فعلا إلى الإنجليز، ولفتت إليه أنظار جمهور أوسع. وقد سر كونت ذاته كثيرا بهذا العرض المحكم لمذهبه. وقد أعيدت ترجمة الكتاب إلى الفرنسية، وكان له دوي كبير في فرنسا ذاتها، حتى إنه ظل وقتا ما ينافس الكتاب الأصلي في شعبيته.

على أن هناك عاملا آخر كان له تأثير أهم في نشر أفكار كونت في إنجلترا، هو الإعجاب الصادق الذي كان مل يشعر به نحو هذه الأفكار. ولم يكن من قبيل المصادفة أن دعا ستيرلنج إلى فلسفة هيجل بين الإنجليز وكأنه يدعو إلى إنجيل جديد، ونبه مل في نفس العام، بنفس القدر من التمجيد، إلى شخصية كونت. كما حدث في هذا العام نفسه (أي 1865) أن نشر مل بين الجمهور نتيجة خلافه النقدي الكبير مع هاملتن الذي كان أكبر ممثلي المدرسة الاسكتلندية، فقد كان مل يتابع منذ البداية التطور الفكري للفيلسوف الفرنسي باهتمام عظيم، وقد اتصل به مباشرة في مراسلات مستفيضة، بل لقد قدم إليه معونة مالية سخية في ظروف كان يمر فيها بضائقة مالية شديدة، وقد عرض موقفه من كونت بجميع تفاصيله في كتابه «أوجست كونت والوضعية» (1865)، الذي أعلن فيه اتفاقه مع فلسفة كونت في سماتها الرئيسية، وقبوله لمبدأ «الإنسانية» في عقيدة كونت، ولكنه اتخذ موقف الرفض النقدي من الشعائر الغريبة في العقيدة الدينية الجديدة التي صيغ فيها هذا المبدأ في نوع من الإيمان الوضعي، وكذلك من الاستسلام الساذج للسلطة والمبالغة في تأكيد الغيرية، مما كان يهدد بالقضاء على وحدانية الفرد وحرية الفكر؛ لذلك رأى الوضعيون المتمسكون في كتاب مل هجوما على المعنى الحقيقي لتعاليم كونت، ودخل «بريدجز

Bridges » المعركة بكتاب ألفه ردا على مل، حاول فيه الدفاع عن وحدة مذهب كونت وحياته.

وبعد أن اكتسب اسم كونت قدرا معينا من الشهرة في إنجلترا ازداد ظهور الانتقادات الموجهة إلى مذهبه، مثال ذلك أن مفكرا مثل سبنسر - الذي كان باعترافه هو ذاته يدين بالكثير لكونت - قد اتخذ في سلسلة من المقالات موقف الرفض تجاه أجزاء هامة من تعاليمه (انظر بوجه خاص «أسباب الخلاف مع فلسفة كونت

Reasons for dissenting from the Phil. of Comte » (1864)، وقد ورد هذا المقال في المجلد الثاني من كتاب «مقالات علمية وسياسية وتأملية»)، كذلك أصدر «هكسلي» بعض التصريحات التي كانت ذات لهجة نقدية أشد، فأعلن أن الفلسفة النقدية عند كونت ليست خلوا من المعنى بالنسبة إلى العلم فحسب، بل هي معادية للعلم، ووضعها في هذا الصدد مع الكنيسة الكاثوليكية على مستوى واحد، وقد وصف مذهب كونت في عبارة موفقة ذاعت شهرتها إلى حد بعيد، فقال إنها «كاثوليكية مطروحا منها المسيحية.» وكان في ذلك يرد على صيغة «كونجريف»، التي وصف فيها الوضعية بأنها ليست إلا «كاثوليكية مضافا إليها العلم.»

وقد اشترك في الخلاف الناشب حول كونت مفكر آخر هو «جون رسكين

John Ruskin »

2

অজানা পৃষ্ঠা