ইংরেজি দর্শন শত বছরে (প্রথম অংশ)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
জনগুলি
ونستطيع أن نقول إن الكتابين الأولين، من بين كتبه الثلاثة التي عرض فيها نظرته إلى العالم، وهما «الميتافيزيقا» و«الأخلاق»، هما مقدمتان لكتابه الثالث، ففي هذا الكتاب الثالث، وهو «أفكار تركيبية»، الذي يتضمن أفكاره الناضجة، تتجمع كل الأنغام المنفصلة في تفكيره لتكون سيمفونية ميتافيزيقية قوية رنانة، ويفتتح الكتاب بما يمكن أن يعد تاريخا للوعي أو «ظاهريات للروح»، يصور فيها المراحل التي ترتفع فيها الروح ارتفاعا متزايدا من أدنى مستوى «للوعي العضوي» المقيد بالنزوع والإحساس، إلى تحقيق طبيعتها الحقة. فالمرحلة الأولى للوعي هي إحساس خالص لا تنوع فيه، وهنا لا تكون الذات قد تميزت بعد عن كتلة الموضوعات، وإنما ترقد كالجنين النائم في أحشاء وجود له طابع عام غير محدد. ومع ذلك فهي «موجودة» هناك في صورة بذرية. والمرحلة التالية هي الإحساس الذي يتميز بأنه وعي بآخر، نحس به في التجربة على أنه خارجي، فالذات هنا تتلقى منبهات خارجية وتدركها في صورة غامضة، وهنا تظهر لأول مرة ثنائية الذات والموضوع، وتغدو الذات الحاسة - بفضل عملية صبغ انطباعاتها بصبغة خارجية - إيجابية لا سلبية فحسب، والمرحلة التي تلي ذلك هي أعلى مراحل الإحساس. وينحت لوري لهذه المرحلة لفظ «الإحساس المميز
attution »، فهي مرحلة تتوسط بين الإحساس بمعناه السابق وبين الإدراك الحسي، فيها تدرك الذات الفروق بين «الأشياء»، وتميز الواحد منها عن الآخر، دون أن تتمكن بعد من تحرير نفسها من سيطرة المجال الموضوعي، فالإحساس المميز، على حد تعبير لوري، هو الشعور «بكثرة في وحدة» وهو «نظرية تركيبية إلى الموضوع»، وهو «إحساس بوجود شيء يوضع بالتفكير أو رد الفعل، خارجا عند النقطة التي يرجع إليها أصله.»
121
وعندما تضاف الإرادة، التي هي إيجاب محض، إلى الإحساس المميز، الذي هو «سلبي إيجابي» فحسب، نصل إلى مرحلة الإدراك الحسي
perception ، وهنا يدرك الموضوع، لا على أنه مختلف عن الذات فحسب، بل على أنه مقابل لها أيضا، ويربط بوحدة الوعي عن طريق فعل التأكيد أو الإقرار (
assertion ). وهكذا يتحقق الانفصال النهائي بين الذات والموضوع، وتبلغ بذلك مرحلة العقل ، إذ يتغير ذكاء الإحساس المميز الحيواني، والإدراك الحسي الإنساني، عن طريق ظهور النشاط الخالص للإرادة، وهنا تعتبر حدود ما دون العقل، وتصبح الذات عاقلة بصفة نهائية. غير أن أساس العقل وصورته وماهيته هو الإرادة، فأعلى صورة للوعي هي حدس فوق العقلي، يستعاد فيه الطابع الأصلي المباشر للشعور.
ويتصور لوري تقدم الوعي هذا بصورة ديالكتيكية؛ ولذلك فإنه يعرضه على شكل برهان عقلي. أما في المجلد الثاني، الذي ينتقل فيه إلى مذهبه في الله والإنسان، والذي تبلغ فيه قوته التأملية أعلى مستوى لها، لا نعود إزاء برهان، وإنما كشف عن أعمق تجارب نفس تبحث عن الله، فهو هنا يخوض مشكلة طبيعة الله من جميع أوجه التجربة البشرية، ويسلط عليها أنوارا كاشفة تتجمع فيها، منبعثة عن الإحساس والإرادة والعقل. ومن هنا كان ذلك الفيض من الصفات التي تتسابق على شفتي هذا الحالم الذي أسكرته رؤيته، فالله هو الكل في الكل، والواحد في الكثير، والهوية في الاختلاف والشامل اللامتناهي الأزلي، وهو منبع الأشياء ومقرها، وهو العمق الأكبر، والحب الأعظم والجمال والخير والحق. غير أنه - مع ما يتسم به وجوده من هذا الطابع غير المقيد بشرط - ليس بعيدا عنا، فالإله العالي المحض الذي عرفه مذهب الألوهية الطبيعية، لا معنى له بالنسبة إلى روح تتحرق شوقا إلى الوحدة الصوفية، مثل روح لوري. فهو (على حد التعبير المجازي القوي الذي استخدمه لوري) أقرب إلى أن يكون إلها ذهب في سفرة أو غلبه النعاس، وإنما الله حياة وفعل وقدرة خلاقة، فضلا عن كونه وجودا. ومن هنا وجب أن يتخذ صبغة خارجية ويدخل في العالم الزمني ليستقر في الأرواح المتناهية التي أوجدها، وهذا الخروج عن ذاته هو وحي لمخلوقاته (ويستخدم لوري نفسه لفظي
outerance
و
utterance
অজানা পৃষ্ঠা