196

ইংরেজি দর্শন শত বছরে (প্রথম অংশ)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

জনগুলি

voluntaristic

عند وليم جيمس، وينبغي أن يضاف إلى ذلك أن الانقلاب الذي أحدثه وورد لم يتخذ صورة انشقاق حاسم عن المناهج التقليدية في البحث النفسي، وإنما اتخذ صورة تصحيح هادئ لوجهة النظر العامة التي كان من الشائع النظر بها إلى ظواهر الحياة الذهنية وتركيبها، فمناهجه كانت قريبة الشبه من مناهج لوك وهيوم إلى حد بعيد، أي إنها كانت استبطانية. وهو لم يترك في كتاباته مكانا لعلم النفس التجريبي أو الفسيولوجي أو المرضي، ولم يلجأ إلى المنهج المقارن إلا لماما وبحذر، وذلك بوصفه وسيلة لتوضيح النتائج لا لكشفها، فهو - مثل برنتانو

102 - قد بدأ بالإدراك الباطن، ووصف المعطيات المباشرة للوعي الفردي.

ولقد استمد مذهب وورد في الفلسفة من مصادر متعددة؛ من ليبنتس وباركلي وكانت ولوتسه (الذي تأثر به تأثرا قويا خلال السنوات التي قضاها طالبا في جوتنجن)، وكل الاتجاهات الفلسفية المعاصرة في وطنه.

وقد تناول في أول كتاب ميتافيزيقي رئيسي له: عالم الطبيعة، والمذهب الطبيعي واللاأدرية اللذين نشآ عن تأمل هذا العالم. وكان موضوع كتابه الثاني هو عالم الغايات، ومذهب الكثرة ومذهب الألوهية اللذان نشآ عن تأمل عالم الغايات هذا. ومن الواضح أن هذا التقابل مستمد من الثنائية المماثلة التي وضعها كانت، وأن تفكير وورد هو في عمومه أقرب إلى كانت بكثير منه إلى هيجل.

وهكذا كان وورد يسعى، في المحل الأول، إلى الوصول إلى فهم فلسفي للعالم الذي يتمثل لنا في العلوم الطبيعية، فكانت النتيجة اختبارا من أعمق وأشمل الاختبارات التي تعرض لها المذهب الطبيعي واللاأدرية في ذلك الوقت. ولقد تتبع وورد هذين المذهبين في جميع اتجاهاتهما وتفرعاتهما الممكنة والفعلية، وتعقبهما في أشد مخابئهما خفاء، وكشف عن المصدر المشترك للمذهب الآلي، والمذهب التطوري، ومذهب الموازاة بين المجال النفسي والمجال المادي، وأوضح أن مثل هذه النظريات ليست كافية بالنسبة إلى أية فلسفة تتجاوز جميع الأوجه الجزئية للكل. وهكذا صاح في خصومه قائلا: «إن في السماء والأرض لأكثر مما حلمت به الفلسفة الطبيعية.»

103

وهذه الصيحة تمثل، بمعنى ما، النتيجة النهائية لنقده الذي كان شديد العمق والتأثير.

أما الرأي الآلي في العالم الذي يكون في رأي وورد أساس كل بحث علمي، فهو تجريد واحد ضخم، وهو نتيجة لنظرة متحيزة أساسا إلى جانب واحد، تنتقي من الواقع وجها جزئيا، وتنظمه وتتعقبه حتى آخر نتائجه. وهذا التركيز الضيق هو سبب روعة هذه النظرية ونجاحها، وهو أيضا سبب زيفها الكامل من حيث هي نظرة إلى العالم فهي تعبر عن كل شيء من خلال الكم المقاس، وتعرض برموز رياضية. غير أن كل ما هو فرد عيني، وكل ما يضفي على الحياة مضمونا ونبضا ولونا، ينزلق من خلال المسام الواسعة لشبكة التصورات المجردة هذه، فمن المحال أن تكون هذه «الحركة التي لا لون لها الذرات»، وهذا «النسيج الطيفي للتجريدات غير الملموسة»، وهذه «الرقصة التي ليست من هذا العالم، والتي تؤديها مقولات لا حياة فيها.»

104

অজানা পৃষ্ঠা