ইংরেজি দর্শন শত বছরে (প্রথম অংশ)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
জনগুলি
ومهمة الأخلاق هي تحديد مركز الإنسان الخاص بالنسبة إلى الأحداث الطبيعية من جهة وإلى القوة الإلهية من جهة أخرى؛ لذلك لا يمكن أن تكون الأخلاق علما وضعيا فحسب، أو بحثا تجريبيا في الظواهر الأخلاقية وأصولها، مثلما يقول أنصار المذهب الطبيعي والمذهب التطوري (الذي يعد «لسلي ستيفن» ممثلا نموذجيا لهما)، وإنما ينبغي أن تمتد من ناحية أخرى إلى الميتافيزيقا واللاهوت. وفي هذه الميادين الأخرى كان مذهب جيمس مماثلا، على وجه العموم، لمذهب أخيه، فالفلسفة هي المركب الأعلى للحقائق الميتافيزيقية الثلاث: الطبيعة والإنسان والله. ولكن عليها أن تكشف، في عملية التركيب، عن الفروق القائمة بينها، فضلا عن علاقاتها الإيجابية. وعليها أن تحذر بوجه خاص طغيان إحدى هذه الحقائق على الأخرى؛ فعليها أن تعطي كلا منها ما تستحقه بالفعل من قيمة ومكانة. والمشكلة الميتافيزيقية الحاسمة هي علاقة الإنسان - بوصفه شخصا أخلاقيا حرا - بالله، غير أن حل هذه المشكلة، دون تهرب من أية صعوبة من الصعوبات المتضمنة فيها، هو أمر يتجاوز نطاق قدرة الفكر، فيبدو أن كلا من العاملين لا يتمشى مع الآخر، ومع ذلك لا يمكن التخلي عن أحدهما لصالح الآخر، كما تفعل الصوفية، مثلا، لصالح الدين، أو كما تفعل المثالية المطلقة لصالح الفلسفة. فالإنسان لا يصل إلى فكرة كائن أعلى إلا عن طريق اقتناعه بسموه على الطبيعة وبحريته واستقلاله الأخلاقيين؛ لذلك كان النظر باحترام إلى الطبيعة البشرية هو الضمان الصحيح الوحيد للنظر إلى الطبيعة الإلهية باحترام، أي إن إفناء الشخصية الإلهية ليس إلا إفناء لعظمة الله بدورها. ولهذه الأسباب لا يمكن النظر إلى الإنسان على أنه مجرد أداة سلبية في يد الله، فالصفة الأساسية المميزة لحياة الإنسان، من حيث هي تحكم حر في مصيره، هي الفاعلية الإيجابية. وأرفع رأي يمكن أن يتخذه الإنسان عن علاقته بالله هو القول بالتعاون الإيجابي، الذي يتخذ فيه الإنسان لنفسه الغايات الإلهية، ويغدو هو ذاته مساهما في تقدم العملية الكونية. ويرتبط بهذه الفكرة الجذابة، الرأي القائل إن الشر قوة إيجابية حقيقية، ينبغي أن نعترف بكل ما لها من خطورة أليمة، وهنا أيضا يظهر سث، كما أظهر في مسألة الشخصية، معارضته للهيجليين، الذين كان في تفاؤلهم السطحي تهرب من مشكلة الشر أكثر مما كان فيه حل لها.
ومن الواضح أن هذه الآراء الأخلاقية، إذا ما نظر إليها في سياق نتائجها الميتافيزيقية، تبدو أقرب إلى الروح الكانتية منها إلى الروح الهيجلية، كما أنها قريبة الصلة بمذهب مارتينو الأخلاقي. غير أن دين سث الأعظم، إلى جانب دينه لأخيه، هو - باعترافه - دينه لكتاب «الأخلاق
Ethica »، من تأليف مواطنه لوري
Laurie ، الذي كان يدرس في جامعة إدنبرة في نفس الوقت، والذي لم توجه إليه الأوساط الفلسفية الاحترافية في ذلك الحين ولا فيما بعد اهتماما كبيرا.
وقد عرض سث آراءه على شكل مذهب أخلاقي كامل، في كتاب تال أحرز نجاحا كبيرا، هو «دراسة في المبادئ الأخلاقية»، فقد وقف موقفا مضادا لأنصار المذهب الطبيعي؛ إذ نظر إلى الأخلاق على أنها علم معياري، غايته الرئيسية هي كشف المثل الأخلاقي الأعلى، والمعيار الأسمى للقيمة الأخلاقية. ومن الممكن التمييز بين حلين متعارضين من بين الحلول المتباينة لهذه المشكلة الأساسية، هما مذهب اللذة عند الأبيقوريين وأصحاب مذهب المنفعة، ومعياره هو الشعور، ومذهب القانون الصارم
Rigorism
عن الرواقيين والحدسيين وكانت، ومعياره هو العقل. هذان الطرفان المتقابلان في حاجة إلى نظرية تتوسط بينهما، تعطي كلا من الشعور حقه، وتجمع بينهما في وحدة الطبيعة البشرية. ويطلق سث على هذا الموقف الأشمل اسم مذهب السعادة
Eudaenonism
أو أخلاق الشخصية. ولا يعني بذلك نظرية السعادة كما عرفها الأخلاقيون التجريبيون الإنجليز في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وإنما يعني الموقف المثالي الذي تجلى بأنقى صوره عند أفلاطون وأرسطو وبطلر وهيجل، وفي رواية «فاوست» لجوته، وفي شعر تنيسون وبرواننج وأرنولد. وعلى حين أن شعار مذهب اللذة هو إرضاء الذات، وشعار مذهب القانون الصارم هو التضحية بالذات، فإن شعار مذهب السعادة (بهذا المعنى) هو تحقيق الذات. فالأمر الأخلاقي ليس موجها للشعور أو إلى العقل، وإنما إلى الذات الكاملة، التي تجمع بين هذا وذاك، وإلى شخصية حرة منظورا إليها في ضوء جميع أفعالها وعلاقتها، وإلى ذات تنسجم جميع قدراتها، وتحيا حياة أخلاقية ارتبط فيها الواقعي والمثالي ارتباطا عضويا. فالذات الأخلاقية هي الوحدة التركيبية للوعي الذاتي، منظورا إليها من وجهة النظر الأخلاقية. وهكذا فإن القانون الأخلاقي يقضي بأن ننمي - من فرديتنا الطبيعية - ذاتنا المثالية الشخصية الأصيلة. ولكي يكون الكائن شخصا ينبغي أن يكون حرا، وعلى ذلك فإن قانون الكائنات العاقلة كلها هو الاستقلال الذاتي.
وبعد تحديد سث للمثل الأخلاقي الأعلى على هذا النحو، ينتقل إلى تطبيق مفصل له على الحياة الفردية والاجتماعية، وهكذا ينتهي بميتافيزيقا للأخلاق يتحدث فيها عن الحرية والله والخلود. وهو في هذه الموضوعات لا يتجاوز - كما ذكرنا من قبل - البرنامج الذي وضعه في كتابه الأول، ولا يفترق في أية نقطة أساسية عن آراء أخيه.
অজানা পৃষ্ঠা