ইংরেজি দর্শন শত বছরে (প্রথম অংশ)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
জনগুলি
ولقد تلقى فريزر الجزء الأكبر من ثقافته الفلسفية على يد السير وليام هاملتن، أستاذه وصديقه فيما بعد، وبفضله شب في البداية متشبعا تماما بالتراث الفلسفي الاسكتلندي، ولكنه وقع بعد وقت غير طويل تحت تأثير «توماس براون» ونظريته في العلية، ثم اجتذبه مذهب الشك عند هيوم، بكل ما فيه من إغراء خطر، هزه من أعماقه، وبعد أزمة عنيفة، اهتدى أخيرا، في فلسفة باركلي، إلى الخلاص من الشك والقلق، ووجد فيها، في الوقت نفسه، ذاته الحقيقية، كما روى في ترجمته الذاتية لحياته «سيرة فلسفية
Biographica Philosophica » (1904). ومنذ ذلك الحين أصبح تطور تفكيره الفلسفي الخاص متأثرا في أساسه بمذهب باركلي، وإن لم يكن قد تخلى على نحو قاطع عن أصله الاسكتلندي (ريدو هاملتن)، وهو لم يقتصر على تجديد فلسفة باركلي في تفكيره الخاص، بل يمكن القول إنه أعاد كشفها لمعاصريه. ولا شك أن حرصه على التوفيق العلمي الصارم لم يسفر عنه ما يمكن تسميته «بالباركلية الجديدة»، ولكنه أسفر فعلا عن اهتمام عام بشخصية الأسقف الأيرلندي وتعاليمه، وكان لهذا الاهتمام قيمته، من حيث إنه كان حافزا على التفكير أحيانا، بل اتخذ صورة منظمة في كثير من الأحيان، وكان يحقق نوعا من التوازن مع الطموح المتزايد للمدرسة الهيجلية. ومن أهم أعمال فريزر، النشرة الأساسية لمؤلفات باركلي (1871، الطبعة الثانية 1901) وكذلك ترجمته لحياة باركلي، التي لا تزال تعد مرجعا أساسيا حياة باركلي ورسائله
Life & Letters of Barkeley (1871) وكذلك نشرة ممتازة لكتاب لوك الرئيسي «بحث في الفهم البشري» (في مجلدين، 1894).
ولقد كان فريزر في الأصل قسيسا، ولم يستطع أن يتخلى في كتاباته الفلسفية عن أصله الديني على نحو تام، وهكذا كان أهم ما جذبه إلى باركلي إثباته الفلسفي وتبريره للديانة المسيحية من حيث هي مذهب ألوهي يحتل فيه الله مكانة مركزية بوصفه الخالق، بينما لا يكون للعالم من مبرر إلا بوصفه من خلق الله. ولم تكن القوة الدافعة له إلى تقديم عرض منهجي لهذه الفكرة بادرة ذاتية صادرة عنه، وإنما كانت حافزا خارجيا هو تعيينه لإلقاء محاضرات «جيفورد»، التي اضطر فيها، رغم عدم وجود أي ميل لديه إلى التأمل الفلسفي المنهجي وإلى وضع ما يكاد يكون مذهبا خاصا به (في كتاب «فلسفة المذهب الألوهي
The Phil. of Theism »، في مجلدين، 1895-1896، الطبعة الثانية في مجلد واحد، 1899)، وفي هذا الكتاب يأخذ بفكرة باركلي الطريفة التي تنظر إلى الطبيعة على أنها هي اللغة الإلهية، ويتوسع فيها على نحو مثمر ليجعل منها مذهبا رمزيا كونيا. ولما كان ينفر بطبيعته من كل موقف متطرف، فقد اعتقد أنه، إذ وضع مذهبا ألوهيا مبنيا على الإيمان الديني، فقد اهتدى إلى حل وسط يوفق من جهة بين الإلحاد ومذهب شمول الألوهية
، ومن جهة أخرى بين مذهب الشك اليائس وبين الثقة المفرطة في المعرفة. ولقد أدرك وجود مثل هذا اليأس في اللاأدرية الشكاكة عند هيوم، الذي رأى بحق أنه هو - وليس كانت كما كان يشيع القول عندئذ - الأب الحقيقي للاأدرية المحدثة عند هكسلي وسبنسر وغيرهما، كما أدرك من جهة أخرى وجود الموقف الآخر المضاد، وهو التفاؤل المفرط، في المذهب العقلي الذي يقول بإمكان معرفة كل شيء عند هيجل والهيجليين المحدثين. وهكذا استعاض «بالإيمان» عن «الاعتقاد» النظري عند هيوم، وحاول السير في طريق وسط بين الطرفين، بحيث لا يبخس المعرفة البشرية، في نطاقها الضيق، حقها، مع حمايتها من المبالغات في كلا الاتجاهين. وبالمثل كان ينفر من كل تفسير يرفع الأنماط الأصلية المعطاة للوجود - وهي الإنسان والعالم والله - إلى مرتبة المطلق (وقد كان، مثل مارتينو، يرى أن هذه هي فعلا أنماط معطاة للوجود). وهناك ثلاثة أنواع من المذهب الواحدي
Monism
تنتج عن إضفاء صفة المطلق على هذه المعطيات، هي: شمول الأنا
(أو مذهب الذات الوحيدة
Solipsism ) وشمول المادة
অজানা পৃষ্ঠা