ভারতীয় দর্শন: খুব সংক্ষিপ্ত পরিচিতি
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
لذا فمن المحتمل، إلى حد كبير، أن يكون طابع نصوص الأبهيدارمات يظهر تفاعل مدارس فكرية مختلفة، والطريقة التي انتهجتها لتقديم وجهات نظرها بطريقة متفقة مع طرق عرض الآخرين. وعلى الرغم من أن البوذيين قدموا بالفعل نقدا لآراء نيايا فايشيشيكا، فما حدث مع مرور الوقت هو أن دارمات الأبهيدارمات أصبحت واقعية على نحو متزايد؛ فالأشياء التي كانت مفهومة في البداية بطريقة مجردة إلى حد ما اكتسبت تدريجيا مكانة «الأشياء» المتعددة والواقعية. وفي ضوء عدم الواقعية التي ميزت التعاليم البوذية القديمة، فإن هذا التجسيد قدم دعوة مفتوحة لرأي ناقد جاد لموقف الأبهيدارمات. وعندما ظهر ذلك، جاء من داخل التقليد البوذي، وأسهم في ظهور ما أطلق عليه بوذية الماهايانا، وهي حركة بوذية شاملة سعت إلى وضع فهم لتعاليم بوذا يكون أقل مراوغة ويمثل فهما قاطعا مقارنة بما قدمته الأبهيدارمات. والمراحل الأولى لهذه الحركة نجدها ممثلة في الأدبيات المعروفة باسم «أطروحات حول كمال الحكمة» («سوترات براجنياباراميتا»). واستهدفت تلك النصوص نظريات الدارما الخاصة بالأبهيدارمات، وأوضحت أنها مناقضة للمبدأ الذي ينص على أن كل الأشياء نشأت معتمدة بعضها على بعض؛ ولذلك فإنها تفتقر تماما إلى الجوهر. واعترف كتاب كمال الحكمة بأن أسلافهم فهموا على نحو صحيح الطبيعة غير الجوهرية للذات البشرية، لكنهم زعموا أنهم فشلوا تماما في فهم الطبيعة العامة لمعتقد «اللاذات». وعلى هذا النحو، فقد زعم كتاب كمال الحكمة امتلاكهم لقدر «أعلى» و«أكثر صحة» من البصيرة أو الحكمة؛ ولذلك زعموا أن تعاليمهم تمثل «الطريق الأعلى»، وهذا هو معنى ماهايانا.
وعندما قدموا نقدهم للأبهيدارمات، كان كتاب كمال الحكمة أوفر حظا من بوذا؛ حيث إنهم لم يزاولوا نقدهم في ظل مجتمع يسوده مبدأ البرهميين الجديد الذي يزعم أن البشر لديهم ذات جوهرية (أتمان) متطابقة مع جوهر الكون (براهمان)؛ ولذلك أصبح هؤلاء البوذيون المتأخرون أحرارا في تقديم صياغتهم لمبدأ بوذا بطريقة لم تذكر الذات، بل قالوا إن كل الأشياء (الدارمات) خاوية («شونيا») من «الوجود الذاتي» (سفابهافا). وهذا المصطلح الحيادي («الخواء») جعل المبدأ أقل عرضة للتخصيص الذاتي، وجعل إمكانية تطبيقه على نطاق عام ممكنة الفهم إلى حد كبير من الناحية المفاهيمية.
الطريق الوسطي لنارجارجونا
لم يمر وقت طويل بعد أن بدأت نصوص كمال الحكمة في الظهور حتى قدم ناجارجونا نقده المدمر تماما لأي نوع من أنواع الواقعية أو التعددية، وناجارجونا هو مفكر بوذي نجيب عاش في القرن الثاني الميلادي. ويطلق على عمل ناجارجونا الرائد «مادياماكا كاريكا»، وتعني «كتابات حول الطريق الوسطي»، ومن هذا الاسم أيضا اشتق اسم مدرسة مادياماكا الفكرية المرتبطة به. ومنذ الآيات الافتتاحية للمادياماكا كاريكا يتضح أن ناجارجونا كان يعتقد أنه يقدم تفسيرا لتعاليم بوذا بدلا من وضع نظرة فلسفية خاصة به، ويتضح أيضا أنه يعتقد أن المعنى المحوري لتعاليم بوذا يوجد في مبدأ النشأة المعتمدة؛ وهذا المبدأ يلخص المقصود ب «الطريق الوسطي». ويوضح ناجارجونا أن هذا مرتبط بتعاليم كمال الحكمة؛ لأن «النشأة المعتمدة هي تلك التي نشير إليها باسم «الخواء»، وهذا هو الطريق الوسطي» («مادياماكا كاريكا»، المجلد 24). وهذا يعني (كما يمكن للمرء أن يرى كيف أن هذا الكلام يعد تكرارا لتعاليم بوذا المذكورة في الفصل الثالث) أن الأشياء معتمدة النشأة تكون «خاوية» من «الجوهر الذاتي» (أي الوجود المستقل).
يمكن تطبيق رأي ناجارجونا الناقد للتعددية على ذرات نيايا فايشيشيكا بقدر ما يمكن تطبيقه على الحالة الوجودية الغامضة لفئات الدارما التابعة للأبهيدارمات (ولا سيما أبهيدارمات سارفاستيفادا التي أعزي إليها جوهر أو «وجود ذاتي» - سفابهافا). ومع ذلك، فمن المرجح أن هدفه الأساسي كان تعديل ما رآه انحرافا لدى متبعي المدرسة الأخيرة في تقديمهم للتعاليم البوذية. وفي تناوله لاهتمامهم بالدارما، ذكر أن الدارما ليست فقط غير مالكة لأي نوع من «الوجود الذاتي»، ولكن أيضا من المستحيل أن يوجد أي نوع من الدارما له «وجود ذاتي». ويبدأ نقده بالعبارة الراديكالية: «لا توجد أي كيانات في أي مكان وبأية طريقة تنشأ من تلقاء نفسها، أو من شيء آخر، أو من الاثنين، أو تنشأ تلقائيا.» («مادياماكا كاريكا» 1). في هذه العبارة لم يكن ناجارجونا يقول أو يرغب في إثبات عدمية الوجود، وإنما كان اهتمامه منصبا على إثبات التداعيات الوجودية للنشأة المعتمدة من أجل فهم حالة الموجودات على نحو سليم. وكان ناجارجونا مؤمنا بأن ثمة مصطلحات مثل «الوجود» (كما في «الوجود الذاتي» - والذي يمكن أن نطلق عليه «الكيان» أو «الشيء») كانت تستخدم بحيث تلمح خطأ إلى الوجود المستقل لما تشير إليه، وأن فكرة وجود قانون سببي يعمل بين الكيانات كانت فكرة مغلوطة. وكان نقده موجها لتوضيح هذه النقاط. ما قاله ناجارجونا في هذا الصدد يمكن فهمه على نحو أفضل على أربع مراحل كالتالي: (1) ليس الأمر أن الشيء «ذاتي الوجود» ينتج من تلقاء نفسه. (2) ليس الأمر أن ذلك الشيء «ذاتي الوجود» ينتج من شيء آخر غير نفسه. (3) ليس ممكنا بالطبع أن ينتج من كل من نفسه ومن غيره. والمعنى الضمني لهذه المراحل هو أنه من غير المنطقي اعتقاد أن أي شيء «ذاتي الوجود» يمكن أن يأتي من خلال أسباب أو شروط؛ لأن الكيان المسبب أو المشروط سيكون تابعا؛ ووجود «كائن تابع ذاتي الوجود» هو أمر غير منطقي، ولا يوجد مسبب «آخر» مستقل الوجود على أية حال (وهذا أمر مكرر في مادياماكا كاريكا في المجلد 15). (4) والمرحلة الأخيرة هي استحالة النشأة العفوية للأشياء «ذاتية الوجود»؛ لأنه لو كان هذا هو الحال لكان العالم فوضى عشوائية، وهو ليس كذلك. وأضاف المعلقون على ناجارجونا تفسيرات إضافية فقالوا لو أن شيئا أنتج نفسه في هذا العالم فسوف يؤدي ذلك إلى سلسلة إنتاج مستمرة لا يمكن إيقافها تنتج الشيء نفسه، ومن المستحيل أن شيئا «ذاتي الوجود» ذا طبيعة محددة ينتج شيئا آخر «ذاتي الوجود» ذا طبيعة مختلفة تماما؛ فأين يمكن أن يكمن الرابط المسبب؟ كما أن مزيجا من هذين النمطين من الإنتاج سوف يعاني من كلا النوعين من المشاكل.
وعلى هذا النحو فالنشأة المعتمدة ليست نظرية عن السببية متعلقة بنشأة عالم واقعي على نحو تعددي، فالعالم الذي تكون فيه النشأة المعتمدة عاملا فعالا لديه حالة وجودية مختلفة؛ هو عالم «الخواء». ولا يمكن فهم ذلك العالم في ضوء الوجود أو عدم الوجود؛ لأن أيا من هاتين الحالتين لا تنطبق عليه؛ فالوجود لا ينطبق عليه لأن المعنى التصوري للوجود يفترض عالما واقعيا على نحو تعددي، ولو كان العالم على هذه الشاكلة لكان ثابتا وغير متغير للأبد. وكما يشير ناجارجونا فهذا يرجع، إلى حد كبير، إلى عدم إمكانية عمل أي قانون سببي في مثل هذا العالم؛ فالمكونات المستقلة لا يمكن أن تكون تابعة على نحو سببي. ولا ينطبق عدم الوجود على العالم؛ لأنه من خلال النشأة المعتمدة نشهد العالم الظواهري. وهنا يقدم ناجارجونا فكرة «الحقيقتين»؛ الحقيقة الاصطلاحية أو العرفية والحقيقة المطلقة، وترتبط الحقيقة الاصطلاحية بالعالم التجريبي الذي نعيش فيه، أما الحقيقة المطلقة فترتبط بالأشياء «كما هي في واقع الأمر».
حقيقتان ومنطق الخواء
العالم التجريبي الذي نشهده ليس عالما غير واقعي؛ فنحن نشهده في واقع الأمر. ورغم ذلك، فإن لم يتمكن المرء إلا من رؤيته من زاوية «الأشياء كما هي في واقع الأمر» أو من زاوية الحقيقة المطلقة (وهذا بالطبع هو المقصود تحقيقه من خلال اتباع الطريق البوذي؛ الوصول إلى التنوير)؛ فسوف يعرف المرء أن طبيعة حقيقته - حالته الوجودية - ليست تعددية مستقلة كما تبدو لنا. وبدلا من ذلك، فما نرى أنه تعددية مستقلة هو في واقع الأمر عالم مشروط وتابع - وهذا يعني في المطلق أنه اصطلاحي - ولذلك فهو «خاو» من أي نوع من الجوهر أو «الوجود الذاتي». ومن هذا المنطلق فالعالم التجريبي الذي نألفه، والذي يتسم بمكونات تبدو منفصلة ومن ثم موجودة، هو كله جزء من المستوى الذي اصطلح عليه للحقيقة؛ وهذا سبب آخر يفسر لماذا من الخطأ أن نسعى لفهم الأشياء كما هي في واقع الأمر (أي حقيقتها المطلقة) في ضوء أي معايير متعلقة ب «الوجود». ويستطرد ناجارجونا فيقول إن إساءة فهم هذا الأمر، وافتراض أن الخواء يعني عدم الوجود، يؤديان إلى عدم فهم المبدأ العميق الذي أقره بوذا، وهذا سوف يدمر الأشخاص ضعاف العقول («مادياماكا كاريكا»، المجلد 24). ويكمل قائلا إن الخواء هو الاحتمالية الوجودية المنطقية الوحيدة لعالم الوجود التجريبي في واقع الأمر، فالتمسك بالواقعية التعددية يعد أمرا غير منطقي تماما؛ لأنه يحول دون وجود أية سببية وأي تغيير.
إن موقف ناجارجونا من الخواء كثيرا ما يشار إليه عن طريق الصيغة الرباعية (الموجودة فيما سبق في النصوص المنسوبة لبوذا نفسه كما ذكرنا في الفصل الثالث)، تلك الصيغة التي تقول إن من الخطأ التفكير في أن أي شيء إما أنه موجود أو غير موجود، أو أنه موجود وغير موجود معا، أو أنه ليس موجودا وليس غير موجود. وقد كتب البوذيون والأكاديميون على حد سواء الكثير من الكتابات حول الطريقة التي يجب فهم هذا المنطق بها بالضبط، ونتائج هذا الفهم، وما إذا كان سيقود على نحو لا يمكن تغييره إلى قدر من العدمية، أو ما إذا كان يجب أن يعتبر مجرد نقد لمواقف الآخرين، وأنه لا يتخذ موقفا خاصا به. وفيما يخص أهدافنا، أعتقد أنه من الأكثر إفادة أن نرى ذلك المنطق بمثابة طريقة للرفض الشامل لأي موقف محتمل للخصوم، ذلك الرفض الذي يستند إلى فكرة أساسية تتمثل في أن الشرط الأساسي لأية نظرية وجودية مقدمة حول الوجود أو عدم الوجود؛ هو الاستناد إلى إطار مفاهيمي يقوم على الحقيقة المعتادة فحسب. ومن وجهة نظر الحقيقة المطلقة فمن ثم هذا لا يمكن أن يكون صحيحا؛ لأن مجرد قول هذه الفكرة يجعلها مناقضة لنفسها. ووفقا لناجارجونا فإن أفضل طريقة، وما يجب أن يتطلع المرء إلى تحقيقه إذا أراد أن يفهم طبيعة الحقيقة هو «إيقاف كل التفريقات اللفظية». فكل ما نتلفظ به من ألفاظ حول الحقيقة محتوم عليه بأن يكون زائفا بسبب زيف أطروحات العالم المعتاد الذي تعمل فيه هذه التعبيرات اللفظية؛ ولذلك يجب أن يسعى المرء إلى اكتساب الرؤية غير المنظمة على ضوء تلك المصطلحات (وهذا هو هدف مبادئ التأمل). ومن هذا المنطلق، يدرك الناس أن «الخواء» نفسه أمر معتاد وليس كيانا غير لفظي متساميا مستقل الوجود.
الخواء يؤكد العالم كما نعرفه
অজানা পৃষ্ঠা