تعالى، فاتفق أن غنت جارية بحضور الواثق بقول العرجي:
أظلوم إن مصابكم رجلا
واختلف من بالحضرة في رفع رجل ونصبه، فأشخصه الواثق لإعراب البيت، فلما أعربه أمر له بألف دينار. توفي سنة ٦٤٩.
وموضع الاستشهاد قول المبرد (أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة اضاقتك). ولا يقال كان زاهدًا بدليل قول المترجمين له (انه كان شديد الورع) لأن الورع لا يستلزم الزهد بدليل قبوله الإلف الموهوب له، لأن الفاقة الدائمة يلزمها حوائج مجتمعة ومصارف مؤخرة لا تفي بها الألف ولا ما فوقها، والدنانير إنما هي دنانير بغداد وهي دراهم في الحقيقة.
السيرافي
أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي النحوي، شرح كتاب سيبويه وصنف عدة تصانيف، كان نزهًا عفيفًا حسن الأخلاق، وكان معتزليًا ولم يظهر
منه شيء، وكان لا يأكل إلا من كسب يده ينسخ ويأكل. توفي سنة ٣٦٨.
نجم الدين
ابن أخي قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان، كان فقيهًا فاضلا وولى القضاء ببعض البلاد الشامية، وكان مهوسًا بالحكمة ويقول عن نفسه: أنا حكيم الزمان، فانقطع رزقه بهذا السبب ومقت ونسبوه إلى انحلال العقيدة، فسافر إلى الديار المصرية وقعد مع الشهود حتى مات سنة ٧٦٢.
الأنماطي
إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الحافظ البارع تقي الدين أبو الطاهر ابن الأنماطي المصري الشافعي، كان إمامًا ثقة حافظًا مبرزًا فصيحًا واسع الرواية ناظمًا ناثرًا بعيد الشبيه معدوم النظير إلا إنه كان كثير الدعابة مع الرد. مات سنة ٦١٩.
بدر الدين بن مالك
هو محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك، كان نحويًا عارفًا بعلم البيان
1 / 71