فقطع عنه سليمان الراتب، فأنشد بيتين في ذلك فأعاد راتبه. قال تلميذه النضر بن شميل: أقام الخليل في خص من أخصاص البصرة لا يقدر على فلسين وأصحابه يكتسبون بعلمه الأموال، كان إذا قدم عليه سيبويه يقول: مرحبًا بزائر لا يمل. توفي سنة ١٧٠.
أبو الطيب الطبري
طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر أبو الطيب الطبري شيخ الشافعية، أخذ عن أبي حامد الإسفرايني وأبي الحسن الماسرجسي، وصنف في الأصول والجدل وغير ذلك. كان له ولأخيه عمامة وقميص إذا لبسهما هذا جلس الآخر في البيت، وقد قال في ذلك القاضي أبو الطيب:
قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم ... لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل
بلغ مائة وستين سنة صحيح العقل والفهم والأعضاء يفتي ويقضي ويشتغل توفي سنة ٤٥٠.
أبو عثمان
ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ، أخذ عنه مالك بن أنس ﵁. قال بكر بن عبد الله الصنعاني: أتينا مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي فكنا نستزيده في حديث ربيعة فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة ها هو نائم في
ذلك الطاق. فأتينا ربيعة فأنبهناه وقلنا له: أنت ربيعة؟ قال: نعم. قلنا: أنت الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال: نعم. فقلنا: كيف حظي مالك بك وأنت لم تحظ بنفسك؟ قال: أما علمتم أن مثقالًا من دولة خير من حمل علم. توفي سنة ١٣٦.
المازني
أبو عثمان بكر بن محمد بن عثمان المازني البصري، كان إمام عصره في النحو والأدب، وكان في غاية الورع، ومما رواه المبرد أن بعض أهل الذمة قصده ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار في تدريسه، فامتنع أبو عثمان من ذلك، فقال له المبرد: أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة اضاقتك؟ فقال: إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا كذا آية من كتاب الله ولست أرى أن أمكن ذميًا منها غيرة على كتاب الله
1 / 70