العلمين إلى علم البديع، وبالنظر في خاصه وعامه ومطلقه ومقيده ومجمله ونحو ذلك إلى المعنى الواحد في طرق مختلفة في وضوح الدلالة إلى علم البيان، وبالنظر إلى توابع هذين طائفة من علم أصول الفقه، وفي مواقع القرآن إلى أسباب النزول، وفي استيضاح معانيه إلى علم التفسير، وفي نزوله على حروف متعددة إلى علم القراءات، وفي الاستدلال به وترتيب الأدلة إلى علم المنطق والجدل وآداب البحث، وفي الأحكام المستفادة منه وبواسطته إلى الفقه، وفي استنباط الفقه إلى أصول الفقه، وان النظر في السنة يستلزم علم رواية السنة وحفظها وعلم الحديث والناسخ والمنسوخ وأسماء الرواة وكناهم وألقابهم ومشتبه أنسابهم وجرحهم وتعديلهم ووفاتهم والأخبار والقصص. وإن النظر في الشارع يفتقر إلى علم الكلام.
ثم أن العلوم بعضها مربوط ببعض ومتعلق به إما على سبيل الاستلزام أو على سبيل الاستمداد، وهذه العلوم المذكورة تستلزم جملة من علوم الحكماء والأوائل ولو بواسطة أو وسائط، كاستلزام الفقه بواسطة الفرائض والإقرارات المجهولة علم الحساب وهو الارتماطيقي وعلم الجبر والمقابلة، وبواسطة اختلاف أحكام الوصية وما في معناها بالمرض المخوف وغيره وإباحة التيمم بالمرض ونحوه إلى علم الطب، وكاستلزام علم الكلام للطبيعة والرياضة والمنطق، وكاستلزام تعيين معرفة القبلة على كل واحد في رأي الرافعي أو على مريد السفر في رأي النووي وهو من الفقه معرفة طائفة من الهيئة، وكذلك معرفة دخول الوقت، واستلزام الاستشهاد بالشعر في النحو والتفسير علم العروض، وعلى هذا القياس قس تجد العلوم مرتبطة بعضها ببعض بالاستلزام أو الاستمداد.
(المقدمة الثانية) أن الحفاظ للقرآن بكماله في عصره ﷺ معاذ بن جبل وأبو زيد سعيد بن عمر الأنصاري وأبو الدرداء عويمر وزيد بن ثابت، وفي قول وعثمان بن عفان وتميم الداري وعبادة بن الصامت وأبو أيوب الأنصاري.
وأصحاب الإفتاء في عصره ﷺ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن حوف وأبي بن كعب وعبد الله ابن مسعود ومعاذ بن جبل وعمار بن ياسر وحذيفة وزيد بن ثابت وسلمان وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري.
ثم انتهت أصول العلم إلى عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وعبد الله ابن عباس، فأخذ عن ابن مسعود ستة علقمة
1 / 42