وإني قد وجدت هاتين البيتين بشريف خط جدي الإمام الماسك من السنة بالزمام، قطب الحق والدين الإيجي، روح روحه في دار السلام:
ولايتي لأمير المؤمنين علي
بها بلغت الذي أرجوه من أملي
محققا أنني لو لا ولايته
ما كان ذو العرش مني قابلا عملي
وقد سبق مني في سوابق الدهور والأعصار، تأليف كتاب في أحاديث رويت في فضائل الخلفاء الراشدين، سادات المهاجرين والأنصار، ولما كثر فيه الفضائل العلوية من الأحاديث والأخبار النبوية، اقترح علي بعض الأحبة المختصين بهذه الولاية والمحبة، أن أفرد لفضائله سجلا وكتابا مستقلا بتفاصيل الأبواب، وأجرد شمائله عن الامتزاج، وأخرجها عن هذا الانتهاج بطريق الحق والصواب، فهمت هيمان البعير على شواطئ البير، إذ لم أسع فيه باعا، وصرت أقدم رجلي وأؤخر أخرى لتحري ما هو أولى وأحرى، وضقت به ذراعا.
إذ بلينا بزمان أزمن بقوم زمانة الجهالة، وسكنا في مكان تمكن ببعض الشيطان، فعدل بهم عن سنن العدالة، رفضوا في تنصبهم طريق سنة المصطفى، ونقضوا في تعصبهم عهدة عهود الصفا، بعضهم إذا ذكر فضائل أبي بكر وأضرابه خرجوا عليه بأنه خارجي في دينه بالنقض، وبعضهم إذا سمعوا ما أنزل على الرسول في علي وأصحابه حكموا عليه بالرفض، ما بالهم وما حالهم؟! كأنهم يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض (1) أبذكر الصديق وفضله بالتحقيق نصبوا على نصب فاعله ورموه بعين الخروج، وبإفراد المرتضى بذكر الفضائل وما ارتضى من حسن الشمائل عرجوا عرج رفض قائله، فبئس العروج؟!
وهذا نبينا (صلى الله عليه وآله) ذكرهما وذكر فضلهما واحدا واحدا، ولم يعقب فضل أحدهما فضل الآخر، وأكثر من بيان فضل المرتضى على الأعيان، ورواه منه أصحابه من رأى فيه رواه، ما فيه فخر المفتخر متى فاخر، وهذه الأئمة الأجلة الأشراف وعلماء الملة والسنة في الجوانب والأطراف، صنفوا التصانيف في فضائله، ولم يذكروا فيه غير حسن شمائله.
পৃষ্ঠা ২৫