قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: «يا أبا ذر، أي عرى الإيمان أوثق؟» قال: الله ورسوله أعلم قال: «الموالاة في الله، والحب في الله، والبغض في الله» (1).
وإنما أولى من يوالي في الله تبارك وتعالى، ويتقرب به إلى حضرة الكبرياء، من جعل الله تعالى موضع حب حبيبه، وأحله محل قرب نجيبه، سيد الرسل والأنبياء، وهم قرابته المقربون، الذين نالوا من الله تعالى ورسوله خصائص وقربا، المنزل في شأنهم قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (2) أهل بيت النبوة والرسالة الذين مثلهم كمثل سفينة نوح، وكل مرتبة علية ومنقبة جلية فهي لهم مسلم وممنوح، هم الذين ارتفعت شئونهم الرفيعة في سماء المجد والعلى، وعظمت وجلت أقدارهم المنيعة عند الله العلي الأعلى:
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا
تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مآثرا
محاسنها تجلى وآياتها تروى
موالاتهم فرض وحبهم هدى
وطاعتهم قربى وودهم تقوى (3)
وللإمام الكبير اللوذعي (4) محمد بن إدريس الشافعي في وصفهم وشأنهم العالي قول كنظم الدرر واللآلي:
يا أهل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له (5)
وكذلك صحابته المنتجبون الذين مباني معاليهم في ذرى المجد مشيدة رصيفة، ولو كان أحدنا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، من تحلى بهديهم فقد فاز فاهتدى، ومن تخلى عنهم فقد خاب وخسر وضل في مهاوي الردى، هم النازلون من محال الهدى أرفعها وأعلاها، والباذلون في الله ورسوله أرواحهم ومهجهم فما سواها،
পৃষ্ঠা ২৩