في الخبر المروي عن الجناب المقدس النبوي، برواية الصحابي القدسي، عبد الرحمن أبي هريرة الدوسي، أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي» (1).
وفي خبر آخر برواية صحابي آخر، هو الإمام المبجل معاذ بن جبل، قال:
يقول الله: «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» (2).
فأعظم بهذه المرتبة العلية التي لا يقاس بها غيرها، وأكرم بهذه المنقبة الجلية التي ينال مع الأنفاس خيرها، قد فتح لصاحبها أبواب البشرى والقبول، ومنح لفاعلها أسباب الزلفى والوصول، وإنما غاية آمال المحب ونهاية مرامه، وأقصى أماني الطالب وأعلى مقامه، ملازمته لأبواب تداني عيان محبوبه، ومداومته على أعتاب مباني بيان مطلوبه، ومن فاز بهذه الموالاة في الدنيا فاز في الآخرة بمتمناه، وحاز في جوار الملك الجبار من محل القرب أشرفه وأسناه.
كما جاء عن الحائز هذا السعود عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال:
جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال: «المرء مع من أحب» (3).
وبعض العلماء عنى معناه منظوما لا زال روحه مروحا مرحوما:
كل من يهوى حبيبا فمع الحبيب يحشر
هكذا قد قال حقا سيد الكون والبشر
فطوبى لجماعة تملكوا هذا البضاعة السنية، ثم طوبى لهم وحسن مآب، وبشرى لهم ثم بشرى لهم من الله الكريم الوهاب. وكيف لا يكون كذلك وإنها نازلة من درجات الإيمان أرفعها وأعلاها، وواردة من موارد الإيقان أهنأها وأصفاها، كما روى من ارتوى من بحر العلوم بغير التباس، الحبر البحر عبد الله بن عباس، أنه قال:
পৃষ্ঠা ২২