فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر ﵃.
وقد روى البخاري١ هذا في غير موضع من كتابه، ورواه الإمام أحمد والترمذى والنسائي من طرق من الزهرى به.
وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق -رضى الله عنه، فإنه أقامه الله تعالى بعد النبي ﷺ مقاما لا ينبغى لأحد من بعده: قاتل الاعداء من مانعى الزكاة والمرتدين والفرس والروم، ونفذ الجيوش، وبعث البعوث والسرايا، وردَّ الأمر إلى نصابه، بعد الخوف من تفرقه وذهابه، وجمع القرآن العظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكَّنَ القارئ من حفظه كله، وكان هذا من سر قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ .
فجمع الصديق الخير وكفَّ الشرور ﵁ وأرضاه، ولهذا
_________
١ في "صحيحه" "٩/ ١٠، ١١ و١٣/ ١٨٣، ٤٠٤- فتح".
وأخرجه أحمد "١/ ١٠ و٥/ ١٨٨-١٨٩"، والترمذي "٣١٠٣"، والنسائي في "فضائل القرآن"" ١٣، ٢٠، ٢٧" وأبو عبيد "ص١٥٢-١٥٣"، وابن حبان "٤٥٠٦" وأبو يعلى "٥٨، ٥٩، ٦٠، ٨٦"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص٧، ٨، ٩" وابن عبد البر في "التمهيد" "٨/ ٢٧٩"، وأبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار" "ق٢١٠/ ٢-٢١١/ ١"، والبيهقي "٢/ ٤٠-٤١" من طرق عن إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت. فذكره.
وتابعه يونس بن يزيد، عن الزهري بسنده سواء.
أخرجه البخاري "١٣/ ٤٠٤"، وابن أبي داود "٩"، وأبو يعلى "٦٦"، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وهو من حديث الزهريّ، لا نعرفه إلّا من حديثه".
1 / 56