شرح الأربعين النووية للعثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
5

شرح الأربعين النووية للعثيمين

شرح الأربعين النووية للعثيمين

প্রকাশক

دار الثريا للنشر

জনগুলি

هَاجَرَ إِلَيهِ ولم يقل: إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، لأن فيه تحقيرًا لشأن ما هاجر إليه وهي: الدنياأو المرأة. * أما من جهة الإعراب، وهو البحث الثاني: فقوله ﷺ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ مبتدأ وخبر، الأعمال: مبتدأ، والنيات: خبره. وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى أيضًا مبتدأ وخبر، لكن قُدِّم الخبر علىالمبتدأ؛ لأن المبتدأ في قوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى هو: مانوى متأخر. فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ هذه جملة شرطية، أداة الشرط فيها: مَنْ، وفعل الشرط: كانت، وجواب الشرط: فهجرته إلى الله ورسوله. وهكذا نقول في إعراب قوله: وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا. أما في اللغة فنقول: الأعمال جمع عمل، ويشمل أعمال القلوب وأعمال النطق، وأعمال الجوارح، فتشمل هذه الجملة الأعمال بأنواعها. فالأعمال القلبية: مافي القلب من الأعمال: كالتوكل على الله، والإنابة إليه، والخشية منه وما أشبه ذلك. والأعمال النطقية: ماينطق به اللسان، وما أكثر أقوال اللسان، ولاأعلم شيئًا من الجوارح أكثر عملًا من اللسان، اللهم إلا أن تكون العين أو الأذن. والأعمال الجوارحية: أعمال اليدين والرجلين وما أشبه ذلك. الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ النيات: جمع نية وهي: القصد. وشرعًا: العزم على فعل العبادة تقرّبًا إلى الله تعالى، ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارح بها. وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ أي لكل إنسانٍ مَا نَوَى أي ما نواه.

1 / 7