وقبول الكلمة اللهم أعذنا من هذه البلوى وقناشر الهوى وحظوظ النفوس برحمتك.
ثم أنا نقول : قد اجمعت الامة على ان يمين الطلاق ليست داخلة في ايمان الكفارة فلا معدل عن الاجماع اذ لا يعارض الاجماع بدليل غيره هذا ايضا لم يقله احد من المسلمين ثم ان هذه الأيمان التي ذكرناها هل تسمى ايمانا ؟ فيه خلاف والاصح انها لا تسمى ايمانا قال ابن عبد البر: وأما الحلف بالطلاق والعتق فليس بيمين عند اهل التحصيل والنظر وانما هو طلاق بصفة أو عتق بصفة اذا اوقعه موقع وقع على حسب ما يجب في ذلك عند العلماء كل على اصله ، وقول المتقدمين الايمان بالطلاق والعتق انما هو كلام خرج على الامتناع والمجاز والتقريب وأما الحقيقة فانما هو طلاق على وصف وعتق على وصف ما ، ولا يمين في الحقيقة الا بالله عز وجل فقد تبين خروج يمين الطلاق من الآية الكريمة.
وأما الآية الثانية وهي قوله تعالى "قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم فان هذا المبتدع تعلق بها بناء على ان الكفارة وجبت في التحريم خاصة وان الله سبحانه وتعالى جعله يمينا وأجراه مجرى اليمين في الكفارة ونبه على دخوله في الآية المذكورة قبلها وهذا ليس كذلك فان هذه الواقعة قد قيل انها في قصة مارية وقيل في قصة العسل ومن العلماء من لم يذكر فيها يمينا بالله تعالى وجعل الكفارة للتجريم، وعلى هذا القول يخرج الجواب مما تقدم والنبي صلى الله علي
পৃষ্ঠা ৩৯