303

দুর ফরীদ

الدر الفريد وبيت القصيد

সম্পাদক

الدكتور كامل سلمان الجبوري

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

প্রকাশনার স্থান

بيروت - لبنان

জনগুলি

وَالأُدَبَاءُ عَلَى اسْتِصْعَابِهِ، حَتَّى لَقَدْ كَانَ الفُحُوْلُ مِنَ الشُّعَرَاءِ يَنْظِمُ أحَدُهُمُ القَصِيْدَةَ فِي سَنَةٍ كَامِلَةٍ، وَيَفْتَخِرُ بِذَلِكَ، وَيَمُنُّ بِهِ عَلَى المَمْدُوْحِ، فَيَقُوْلُ: جئْتُكَ بِبِنْتِ حَوْلهَا، وَهَذِهِ مِنَ الحَوْليِّ المُنَقَّحِ. وَلِذَلِكَ قِيْلَ: حَوْليَّاتُ زُهَيْرٍ؛ لأَنَّ كُلَّ قَصِيْدَةٍ نَظَمَهَا فِي حَوْلٍ كَامِلٍ. فَمَثَلُ الشَّاعِرِ كَحَائِكِ الثَّوْبِ، يَعْلَمُ مِقْدَارَ مَا دَخَلَهُ مِنَ المَغْزُوْلِ، وَمِقْدَارَ الغَرَامَةِ عَلَيْهِ، وَيَعْرِفُ طُوْلَهُ وَعَرْضَهُ، وَمُدَّة عَمَلِهِ (١). وَنَاقِدُ

= آخَرُ:
وإذَا حَكَمْتَ عَلَى القَرِيْضِ وَأَهْلِهِ ... نَفَذَ القَضَاءُ وَسَلَّمَ الحُكَّامُ
قَالَ أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ: انْتِقَادُ الشِّعْرِ أَشَدُّ مِنْ نَظْمِهِ وَاخْتِيَارُ الرَّجُلِ الشِّعْرَ قِطْعَةٌ مِنْ عَقْلِهِ.
(١) أَخْبَرَ رُوَاةُ الشّعرِ عَنْ أَبِي دِهبَلٍ الجُمْحِيّ، قَالَ: قُلْتُ:
وَإنَّ شُكْركَ عِنْدِي لَا انْقِضَاءَ لَهُ
ثُمَّ أُرْتِجَ عَلَى النِّصْفِ الأَخِيْرِ فَأَقَمْتُ عَلَيْهِ حَوْلَيْنِ ثُمَّ سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ يَذْكِرُ لُبْنَانَ. قُلْتُ: وَمَا لُبْنَانَ؟ فَقَالَ: جَبَلٌ بِالشَّامِ فَفُتِحَ عَلَيَّ فَقُلْتُ:
وَإنَّ شُكْرَكَ عِنْدِي لَا انْقِضَاءَ لَهُ ... مَا دَامَ بِالجزْعِ مِنْ لُبْنَانَ جَلْمُوْدِ (١)
وَيُرْوَى عَنْ أَبِي تَمَّامٍ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ: وأَحْسَنُ مِنْ رَوْضٍ يُفتّحُهُ الصِّبَا ثُمَّ وَقَفَ خَاطِرُهُ فَلَمْ يَخْطِرُ وَأَخْلَفَتْ أَخْلَافُ فِكْرِهِ فَلَمْ تُمْطِرُ حَتَّى سَمِعَ قَائِلًا يَقُوْلُ نَوِّرُوا بِبِيْضِ عَطَايَاكُم سَوَادِ مَطَالِبِنَا فَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ (٢):
وَأَحْسَنُ مِنْ رَوْضٍ يُفتِّحُهُ الصِّبَا ... بِيَاضُ العَطَايَا فِي سَوَادِ المَطَالِبِ
وَأَخْبَرَ الحَاتِمِيُّ عَنْ عَلِيّ بن هَارُوْنِ المُنَجِّمِ يَرْفَعَهُ إِلَى إِسْمَاعِيْل بن جَعْفَر مَوْلَى خُزَاعَةَ الفَقِيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ مَرَرْتُ بِابْنِ هَرمَةَ جَالِسًا عَلَى دُكَّانٍ لِبَني زُرَيْقٍ فَقُلْتُ: مَا أَقْعَدَكَ هَاهُنَا يَا أَبَا إسْحَقَ؟ فَقَالَ قُلْتُ:

(١) ديوان أبي دهبل ص ١٠٤.
(٢) ديوانه (شاهين) ص ٤٢.

1 / 305