الله عنهما أن يقصدا أويسا القرني ويسألاه الدعاء والاستغفار كما في صحيح مسلم وأما التبرك بآثار الصالحين فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يزدحمون على ماء وضوئه يتبركون به وإذا تنخم أو بصق يأخذون ذلك ويتمسحون به وازدحموا على الحلاق عند حلق رأسه صلى الله عليه وسلم واقتسموا شعره يتبركون به وشرب عبد الله بن الزبير دمه صلى الله عليه وسلم لما احتجم وشربت أم أيمن بوله فقال لها صحة يا أم أيمن وكل ذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو معاند بل ثبت أنه صلى الله عليه وسلم جاء سقاية العباس رضي الله عنه ليشرب من ماء السقاية فأمر العباس ابنه عبد الله أن يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم بماء آخر من الدار غير ما يشرب منه المسلمون لأنه استقذره وقال يا رسول الله هذا تمسه الأيدي نأتيك بماء غيره فقال لا إنما أريد بركة المسلمين وما مسته أيديهم فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك فما بالك بغيره فكل مسلم له نور وبركة ولا نعتقد التأثير لغير الله تعالى فطلب بركة الصالحين بالتماس آثارهم ليس فيه شئ من الاشراك ولا الحرمة وإنما هؤلاء القوم يلبسون على المسلمين توصلا إلى أغراضهم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فلا يعتقدون موحدا إلا من تبعهم فيما يقولون فصار الموحدون على زعمهم أقل من كل قليل كان محمد بن عبد الوهاب الذي ابتدع هذه البدعة يخطب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبة ومن توسل بالنبي فقد كفر وكان أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب من أهل العلم فكان ينكر عليه إنكارا شديد في كل ما يفعله أو يأمر به ولم يتبعه في شئ مما ابتدعه وقال له أخوه سليمان يوما كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب فقال خمسة فقال أنت جعلتها ستة السادس من لم يتبعك فليس بمسلم هذا عندك ركن سادس للإسلام وقال رجل آخر يوما لمحمد بن عبد الوهاب كم يعتق الله كل ليلة في رمضان فقال له يعتق في كل ليلة مائة ألف وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله فقال له لم يبلغ من اتبعك عشر عشر ما ذكرت فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن
পৃষ্ঠা ৩৯