أنس رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبتاه أجاب ربا دعاء يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه وفي رواية إلى جبريل نعاه والنعي هو الإخبار بالموت ففي هذا الحديث أيضا نداؤه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ورثته عمته صفية بمراث كثيرة قالت في مطلع قصيدة منها ألا يا رسول الله كنت رجاءنا * وكنت بنا بر ولم تك جافيا ففي هذا البيت أيضا نداؤه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ولم ينكر عليها أحد من الصحابة مع حضورهم وسماعهم له ومما جاء من النداء للميت التلقين له بعد الدفن وقد ذكره كثير من الفقهاء واستندوا في ذلك إلى حديث الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه واعتضد بشواهد كثيرة وصورته أن يقول للميت عند قبره بعد دفنه يا عبد الله ابن أمة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبول قل رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالكعبة قبلة وبالمسلمين إخوانا ربي الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ففي التلقين الخطاب والنداء للميت فكيف يمنعون النداء مطلقا ومن النداء للميت ما جاء في الحديث المشهور حيث نادى النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش المقتولين يوم بدر بعد إلقائهم في القليب رواه البخاري وأصحاب السنن وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ويقول أيسركم إنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا وأماما جاء من الآثار عن الأئمة الأحبار والعلماء الأخيار والأولياء الكبار مما يدل على جواز ذلك النداء والخطاب فشئ كثير تنقضي دون نقله الأعمار ومضى على ذلك القرون والأعصار ولا وقع منهم إنكار فكيف يجوز الإقدام على تكفير المسلمين بشئ قام ثبوته بالبراهين وفي الحديث الصحيح من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه قال العلماء ترك
পৃষ্ঠা ৩৫