هو الليل في صمته ضجة ... وفي سره عالم أبكم
كأن الصبابات في أفقه ... تئن فترتعش الأنجم
حزين غريق بأحزانه ... كئيب بآلامه مفعم
كأن النجوم على صدره ... جراح يلوح عليها الدم
***
هو الليل يطوي بأعطافه ... قلوبا بأشواقها تضرم
تساهر أعين الساهرين ... وتقتات أحلامه النوم
ويشكو إلى جوه عاشق ... ويشدو على صمته ملهم
يناجي المعنى المعني به ... ويهفو إلى المغرم المغرم
ويبتهج القصر في ظله ... وينتحب الكوخ والمعدم
ففيه التآويه والأغنيات ... وفي طيه العرس والمأتم
وفي صدره سر هذا الوجود ... فماذا يذيع وما يكتم ؟
أنا
ما بين ألوان العنا ... ء وبين حشرجة المنى
ما بين معترك الجرا ... ح وبين أشداق الفنا
ما بين مزدحم الشرور ... أعيش وحدي هاهنا
لم أدر ما السلوى ؟ ولم ... أطعم خيالات الهنا
الحب والحرمان زا ... دي والغذاء المقتنى
***
وحدي هنا خلف الوجود ... وخلف أطياف السنا
وهنا تبنتني الحياة ... وما الحياة وما هنا
أنا من أنا ؟ الأشوا ... ق والحرمان والشكوى أنا
أنا فكرة ولهى معاني ... ها التضني والضنى
أنا زفرة فيها بكاء ال ... فقر آثام الغنى
***
أهوى وألقى غير ما ... أهوى ، فماذا أشتهي ؟
لا أسعد المهوى ولا ... جوع الهواية ينتهي
أنا حيرة المحروم تن ... تحر المنى في صمته
***
وأنا حنين تائه ... بين المحبة والشقا
أظمأ وأظمأ للجما ... ل وأين مني لامستقي
***
يا قلب هل تلقى المرا ... د وما المراد وما اللقا
عمري تمرغ في اللهي ... ب ولذة أن يحرقا
لا فارق اللهب الرما ... د ولا الرماد تفرقا
***
فمتى متى يطفي الفنا ال ... موعود عمري الأحمقا
كيف الخلاص ولم يزل ... روحي بجسمي موثقا
لا الموت يختصر الحيا ... ة ولا انتهى طول البقا
لا القيد مزقه السج ... ين ولا السجين تمزقا حيران لم يطق الحيا ... ة ولم يطق أن يزهقا
পৃষ্ঠা ২৪