أيام كانت للذباب ... على الجراحات الوصايه
أيام كان السل يأكلنا ... وليس لنا درايه
وأبي يعلمنا الضلال ... ويسأل الله الهدايه
ويعيذنا ب((المصطفى)) ... والصالحين وكل آيه
ويقول : اعتادوا الطوى ... كم عادة بدأت هوايه
ويعود يشكو والسعال ... يرض في فمه الشكايه
من ها هنا ابتدت الروايه ، أين أين مدى الروايه ؟
***
أأقصها ؟ بعضي يهيأني ... وبعضي بزدريني
وبرغم إرهاقي أخوض مجاهل السر الكمين
وظلالها خلفي وقدامي ... كأمسية الطعين
فأتيه فيها كالتفات الطيف للطيف الحزين
وأعافها فيشدني ... أرقي ويعزفني حنيني
وتزقزق الخلجات في ... رأسي كعصفور سجين
ماذا يعاودني ؟ كشعوذة الرؤى ، كصدى اليقين ؟!
ويدير كأسا من دم الذكرى وحشرجة الأنين
فتهيحني ، ومناي يحفر ... في حريقي عن معيني
والحرف يمزح في فمي ... والسهد يلهث في جبيني
ومدى السرى يطفو ويرسب ... في فم الوهم الضنين
ويمد أغنية تحن ... الى الصدى ، ومن الرنين
ولمن ألحن هجعة الأشباح والرعب الدفين ؟
لمواكب التاريخ يرويها الأمين عن الأمين
ولأمي اليمن العجوز ... ولابني اليمن الجنين
كانت مواقع خطوه ... طينا توحل فوق طين
***
أتقول لي ، ومتى ابتدت ... سخرية القدر البليد؟
والى بدايتها أعود ... على هدى الحلم الشريد
منذ انحنى مغنى ((علية)) ... واستكان حمى ((الوليد))
واستولد السحب الحبالى ... الف ((هارون الرشيد))
حتى امتطى ((جنكيز)) ... عاصفة الصواهل والحديد
وهنالك انتعل ((التتار)) ... معاطس الشمم العنيد
وتموكبت زمر الذئاب ... على دم الغنم البديد
فاستعجم ((الضاد)) المبين ... وراية الفتح المجيد
أين العروبة ؟ هل هنا ... أنفاس ((قيس )) أو ((لبيد))
أين التماعات السيوف ... ودفء رنات القصيد ؟
لا ها هنا نار القرى ... تهدى ، ولا عبق الثريد
لا مستعيد ، ولا اختيال الشدو في شفتي ((وحيد)) فتلامعت أيدي علوج ((الترك)) تومىء من بعيد
পৃষ্ঠা ১৪৯