وتناغى الطيب ، كعزاف ... ولدت قيثارته الحبلى
وكأن لقاء يحضننا ... أرجو ، فتجيدين البذلا
***
واليوم ، تقمصني قلق ... مجنون، لم يعرف منهلا
فتقاذفني التجوال كما ... تستاق العاصفة الرملا
فعبرت زقاقا مأهولا ... وزقاقا ، هرما منحلا
وترابا ينسج أقنعة ... لوجوه لم تحمل شكلا
وطريقا سمحا أسلمني ... لمضيق يلتحف الوحلا
وإلى سوق في آخره ... منعطف ينشدني أهلا
وسألت هنالك ((فلفلة)) ... عن دارك فادعت الجهلا
أولا تدرين ، تلقاني ... عبق ، من شرفتك انهلا
وهناك جثوت ، أعب صدى ... حيا ، واعيد صدى ولى
وإخال الممشى يسترخي ... ويلحن خطرتك الكسلى
فأصيخ ، إلى ما لا أدري ... وأضم ، الهرة والطفلا
ورآني الباب ، فمد على ... كتفي ، الخضرة والظلا
وحكى لي ، كيف تلاقنا ... في تلك الأمسية الكحلى
ومتى تأتين ؟ أيخبرني ؟ ... وتلعثم ، بالخبر الأجلى
***
والآن ، رجعت ، كما تسري ... في الغاب ، القافلة العزلا
هذا ما جد ، ولا أدري ... ماذا سيجد ، وما يبلى
خدعة
من تمنحين ، الضحكة الواعده ... والهزة المعطاءه ، الناشده
سدى ، تمدين اليه اللظى ... لن تستحر الكومة الخامده
قد أصبح الجوعان ، يا روحه ... شبعان ، تزدان له المائده
الجمرات ، الخضر ، في لمسه ... تثلجت ، واحدة ، واحده
تساءلي : أين اختفى وجهه ؟ ... كيف انطقت أعرافه الواقده ؟
وفتشي عينيه ، هل فيهما ... حتى رماد الجذوة البائده
من ذا تثيرين ، كما تقتفي ... صبية ، عصفورة شارده
يداه ، في مجناك ، لكنه ... ريان ، يحسو ، قهوة بارده
وكان لا يصحو ، ولا يرتوي ... من دفء هذي الثروة الحاشده
عودي إلى ، الأمس يريه ، كما ... كان اجتداء أو منى ساهده
أو حاولي أن تصبحي ، لعبة ... أخرى ، ومدي نظرة كائده
فالحلوة الأولى على نضجها ... وخصبها ، كالسلعة الكاسده
فكيف ، والأخرى غدا عنده ... أولى ، فيا للخدعة الخالده !
পৃষ্ঠা ১৩১