ترنو إلى الأمل المولي مثلما ... يرنو الغريق إلى المغيث النائي
وتلملم الأحلام من صدر الدجا ... سردا كأشباح الدجا السوداء
***
هذي البيوت النائمات على الطوى ... توم العليل على انتفاض الداء
نامت ونام الليل فوق سكونها ... وتغلفت بالصمت والظلماء
وغفت بأحضان السكون وفوقها ... جثث الدجا منثورة الأشلاء
وتلملمت تحت الظلام كأنها ... شيخ ينوء بأثقل الأعباء
أصغى إليها الليل لم يسمع بها ... إلا أنين الجوع في الأحشاء
وبكا البنين الجائعين مرددا ... في الأمهات ومسمع الآباء
ودجت ليالي الجائعين وتحتها ... مهج الجياع قتيلة الأهواء
****
يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم ... مرعى الشقا وفريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى ... صبر الربا للريح والأنواء
الآكلون قلوبهم حقدا على ... ترف القصور وثروة البخلاء
الصامتون وفي معاني صمتهم ... دنيا من الضجات والضوضاء
ويلي على جيران كوخي إنهم ... ألعوبة الإفلاس والإعياء
ويلي لهم من بؤس محياهم ويا ... ويلي من الإشفاق بالبؤساء
أنوح للمستضعفين وإنني ... أشقى من الأيتام والضعفاء
وأحسهم في سد روحي في دمي ... في نبض أعصابي وفي أعضائي
فكأن جيراني جراح تحتسي ... ري الأسى من أدمعي ودمائي
ناموا على البلوى وأغفي عنهمو ... عطف القريب ورحمة الرحماء
ما كان أشقاهم وأشقاني بهم ... وأحسني بشقائهم وشقائي
حين يشقى الناس
أنت ترثي كل محزون ولم ... تلق من يرثيك في الخطب الألد
وأنا يا قلب أبكي إن بكت ... مقلة كانت بقربي أو ببعدي
وأنا أكدى الورى عيشا على ... أنني أبكي لبلوى كل مكد
حين يشقى الناس أشقى معهم ... وأنا أشقى كما يشقون وحدي !
وأنا أخلو بنفسي والورى ... كلهم عندي ومالي أي عندي
لا ولا لي في الدنا مثوى ولا ... مسعد إلا دجا الليل وسهدي لم أسر من غربة إلا إلى ... غربة أنكى وتعذيب أشد
পৃষ্ঠা ১১