সাহিত্য ও সামাজিক ধারায় গবেষণা
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
জনগুলি
يجوز للمؤلف أن يتولى عرض كتابه إذا كان العرض عرض بيان وتفسير ولم يكن عرض تقريظ وتقدير؛ لأن صاحب الدار أدرى بالذي فيها كما يقال.
يجوز هذا وتختلف فيه الأقوال.
ولكن الأمر الذي لا خلاف فيه أن المؤلف يجوز له، بل يجب عليه أن يعرض آراء نقاده؛ لأنه مسئول أن يصحح أخطاءه إذا كشف النقاد عن شيء منها، أو مسئول أن يصحح أخطاءهم إذا كانوا هم المخطئين.
وهذا هو العرض الذي أستجيزه وأستوجبه في هذا المقال؛ لأنه تصحيح لآراء النقاد في الرسالة التي ألفتها عن قدم الثقافة العربية وبينت فيها الشواهد التي تثبت أنها أقدم من الثقافة اليونانية وأقدم من الثقافة العبرية.
وقد كنت أتوقع الدهشة التي يحدثها بيان هذه الحقيقة في أذهان بعض القراء من الشرقيين فضلا عن الغربيين، فسميتها لذلك ب «الحقيقة المفاجئة» في مقدمة الرسالة، وقلت: إنها مفاجأة «لا تزول بغير المراجعة والبحث المستفيض».
وتيسر لي على أثر ظهور الرسالة أن ألمس آثارا مختلفة لهذه المفاجأة عند أناس مختلفين من الغرباء عن العربية، ومن أبناء العربية أنفسهم، فكان أعجبها أن إحدى القارئات الأوروبيات بلغ بها استغرابها لصدور هذا الرأي مني أنها اعتقدت وصرحت لي بأنه رأي أبديه الآن مجاراة لتيار الدعوة العربية في حركتها الجديدة!
هذه الفتاة الأوروبية تعرف لغتنا وتشتغل بتحضير رسالة عن القصص العربي في عصرنا، ولم تقرأ الرسالة كلها ولكنها فوجئت بالعنوان وحده وبالمقدمة بعد صفحة أو صفحتين منها، فخيل لها كما أسلفت أن البحث مقترح علينا لمجاراة الدعوة العربية في إبانها.
قلت للآنسة المستعربة المستغربة: إنني لا أرى حرجا في مجاراة الدعوات العامة إلا أن يكون ذلك خلافا للحقيقة أو إقحاما للآراء في غير موضعها، ولكنها تظن ظنا يغنيني عن الإفاضة في الرد عليه أن الفكرة قديمة عندي لم أعلنها اليوم ولم يفتني إبداؤها في مناسباتها، ومنها كتابي عن أثر العرب في الحضارة الأوروبية، وقد تكفل مقال العالم الباحث الأستاذ علي أدهم الذي كتبه نقدا لرسالتي الجديدة بتصحيح هذا الظن قبل كتابة هذا المقال، فكتب في مجلة «الرابطة الإسلامية» يقول:
إن هذه الفكرة - فيما أعلم - ليست طارئة عند الأستاذ العقاد، فما أزال أذكر نقدا كتبه الأستاذ لكتاب العالم البحاثة المرحوم الأستاذ أحمد أمين «فجر الإسلام»، في أواخر العشرينيات، فقد أخذ على الأستاذ أحمد أمين في هذا النقد ذهابه إلى أن اليونان هم أول من وضع أسس التفكير الفلسفي الصحيح، وعاد الأستاذ إلى تناول هذا الموضوع من زاوية أخرى في كتابه القيم عن أثر العرب في الحضارة الأوروبية، ونقده للأستاذ أحمد أمين وما ذهب إليه في كتابه المذكور يمهدان ذهن قارئه إلى ما أسماه في كتابه الجديد حقيقة مفاجئة.
نقول: وهذا لون من ألوان الدهشات التي توقعتها ورأيتها قد يذهب به هذا البيان الوجيز، فلا حاجة به إلى تفصيل فوق هذا الإيجاز.
অজানা পৃষ্ঠা